وكشف جيلالي سفيان، في بيان نشره اليوم الثلاثاء، أنه التقى الرئيس تبون بطلب منه، الأربعاء الماضي، وحمل له طلبا بالإفراج عن طابو وبلعربي، واتخاذ تدابير للتهدئة تتناسب مع ظروف الحوار السياسي حول الدستور، في أعقاب "النداء من أجل الإفراج عن سجناء الرأي" الذي بادر به جيلالي في 14 مايو/ أيار الماضي، والذي تبعه طلب لقاء مع الرئيس تبون، وهو الأمر الذي تحقق يوم الأربعاء، 27 مايو/ أيار.
وأشار البيان إلى أنه و"رداً على الطلب الذي تقدم به رئيس (جيل جديد)، التزم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في إطار صلاحياته الدستورية والقانونية، وتعهد بنيته في دعم ظروف التهدئة وأجواء الحوار الوطني، بتحقيق الإفراج عن كريم طابو وسمير بالعربي في أقرب وقت ممكن، بعد إتمام الإجراءات الرئاسية الرسمية".
Facebook Post |
ويعد كريم طابو وسمير بلعربي أبرز الناشطين في الحراك الشعبي ومعارضي نظام الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة والسلطة الحالية.
واعتقل طابو، وهو ناشط تقدمي وسكرتير سابق لـ"جبهة القوى الاشتراكية" المعارض، في 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، وأفرج عنه بعد ذلك في 25 سبتمبر/ أيلول ، غير أن السلطات أعادت اعتقاله مرة ثانية صباح اليوم التالي، ووجهت إليه تهمة ثانية تتعلق بالتحريض على أعمال العنف قصد الإضرار بالدفاع الوطني، أدين بسببها في 26 مارس/ آذار الماضي وحكم عليه بالسجن النافذ لسنة، في محاكمة مثيرة للجدل بسبب غيابه ودفاعه عن المحاكمة، كما يلاحق بتهمة ثانية تتعلق بإضعاف معنويات الجيش، سيحاكم بشأنها في 25 يونيو/ حزيران.
أما سمير بلعربي، فاعتقل في بداية مارس/ آذار الماضي خلال مظاهرة للحراك الشعبي، بتهمة التجمهر غير المرخص، بعد أقل من أسبوعين من الإفراج عنه من السجن الذي قضى فيه أربعة أشهر، بتهمة تهديد الوحدة الوطنية وعرض منشورات من شأنها الإضرار بالوطن.
وذكر رئيس "جيل جديد" أنه "كان قد رفض في وقت أول الإفصاح عن هذه المبادرة التي أراد أن يتركها في السر احتراما للسجناء وتجنبا لأي تأويلات مغرضة سياسوية"، قبل أن يؤكد أن "الظروف السياسية اليوم أجبرت (جيل جديد) على إعلام الرأي العام بشأن الحقيقة الكاملة".
وأضاف سفيان أنه "سعيد بهذا الالتزام الرسمي من رئيس الجمهورية، وينتظر بفارغ الصبر رؤية كريم طابو وسمير بالعربي في دفء الجو العائلي والحرية المستعادة".
واضطر جيلالي سفيان إلى نشر هذا البيان بعد تعرضه لهجوم حاد من قبل ناشطي الحراك، في أعقاب تصريحات أدلى بها إلى قناة عربية، دافع فيها عن السلطة، ونفى وجود تضييق على الحريات أو معتقلي رأي، واعتبر تصريحه هذا تغيرا جذريا في مواقفه السياسية، إذ كان قبل ذلك من أكثر الشخصيات المعارضة للسلطة والمنددة بالتضييق على الحريات.