وقالت المصادر، التي تطابقت معلوماتها لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع الذي بدأ منذ ساعة، في أحد مكاتب مطار مدينة زوارة الحدودية مع تونس، جمع السراج رفقة وزير الداخلية في الحكومة فتحي باشاغا، وآمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي، بقائد "أفريكوم".
وذكرت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أن الاجتماع "يهدف إلى مناقشة طبيعة الوجود الروسي العسكري في ليبيا على وجه التحديد، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع العسكرية في وسط البلاد وتحديدا سرت، التي يتواجد فيها أكبر عدد من مرتزقة شركة فاغنر الروسية".
وتطمح الحكومة، بحسب المصادر، إلى الحصول على تأييد من "أفريكوم" لحشد المواقف الدولية من أجل تسهيل سيطرتها على مدينة سرت وقاعدة الجفرة، اللتين يبدو أن الوجود الروسي فيهما يشكل مصدر إزعاج لواشنطن.
وكشفت معلومات المصادر أن الاجتماع الذي انعقد بناء على طلب قائد "أفريكوم"، جاء بعد استيلاء فرقة أميركية خاصة على سلاح روسي ذي طبيعة دفاعية جوية متقدمة، في أحد المواقع التي كان يوجد فيها عناصر فاغنر في موقع يعسكر فيه عناصر من فاغنر بين منطقتي قصر بن غشير وترهونة، قريبا من طرابلس.
"الأعلى للدولة" يرفض تصريحات السيسي
في غضون ذلك، استنكر المجلس الأعلى للدولة مباركة رئيس مجلس النواب المجتمع في طبرق، عقيلة صالح، لتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن تهديده لليبيا بتدخل عسكري واستخدام أبناء القبائل الليبية في حربه على البلاد.
وعبّر المجلس، في بيان له اليوم، عن استهجانه لتصريحات السيسي، مؤكدا أن تجنيد أبناء القبائل الليبية وتسليحهم يؤدي إلى "مزيد من إذكاء الفتن والزج بالليبيين لقتل بعضهم بعضا".
واستنكر البيان مباركة عقيلة صالح لتصريحات السيسي التي وصفها بـ"الحاقدة تجاه ليبيا الجديدة" وتهدد أمن وسلامة البلاد.
وذكّر مجلس الدولة، عقيلة صالح والسيسي، بالمادة 30 لاتفاق الصخيرات المعتمد من مجلس الأمن، المؤكدة على وجوب سيطرة حكومة الوفاق على كامل تراب الوطن.
وأشار البيان إلى أن شماعة الأمن القومي المصري كمبرر لأي تدخل في الشأن الليبي يكفي لتأمينه غلق الحدود معها "إلا إذا كان الخطر على نظامكم في حرية الليبيين وبناء مؤسساتهم المدنية واستقرار نظامهم الديمقراطي".
وتابع المجلس أنه "يربأ بالجيش المصري أن ينجر للدخول في مغامرة سيكون مصيرها مثل مصير المغامرات السابقة في اليمن"، لافتا إلى أن من "انتزع الإرهاب في سرت وصد العدوان على طرابلس جاهزون للدفاع عن أرضهم وحدودهم كاملة".
وكان السيسي قد صرح، السبت الماضي، بأن التدخل العسكري المصري في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، بهدف حماية الحدود الغربية، معتبرا أن مدينتي سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة للقاهرة.