وقالت مصادر محلية مطلعة لـ"العربي الجديد" إن القوات الروسية انسحبت من مدرسة قرية قصر ديب، شمال ديريك في ريف الحسكة الشمالي، واتجهت إلى القامشلي، مشيرة إلى أنه لم يبقَ في المنطقة سوى بعض عناصر النظام السوري، حيث أخلى الروس المبنى الذي هو مدرسة، وبناءَين آخرَين. وأوضحت المصادر أن ليس هناك أي وجود عسكري روسي ثابت شرق مدينة القامشلي، وعلى طول الشريط الحدودي مع تركيا لمسافة 110 كيلومترات.
كذلك لا وجود فعلياً للنظام من شرق القامشلي مروراً بناحية القحطانية وريفها وناحية الجوادية وريفها ورميلان وريفها، وصولاً إلى منطقة مدينة المالكية وريفها المحاذي لتركيا شمالاً والعراق شرقاً، حيث يوجد معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق، ومن ثم جنوباً باتجاه ناحية اليعربية التي يوجد فيها معبر ربيعة الحدودي مع العراق.
وكانت القوات الروسية قد حاولت خلال الأيام الماضية إنشاء قاعدة عسكرية لها في قرية قصر ديب، برغم الاحتجاجات الشعبية المحلية التي تخللها وصول دوريات أميركية إلى المنطقة، ما سبّب توتراً بين الجانبين، الروسي والأميركي.
وأظهرت تسجيلات مصورة دورية روسية في القرية التي تقع في ريف مدينة ديريك شمالي الحسكة، ويظهر التسجيل إنشاء القوات الروسية قاعدة لها، عبر رفع سواتر ترابية أمام مجموعة من المنازل، فيما هبطت مروحيتان روسيتان ظهر أمس في مدرسة بلدة قصر ديب وعلى متنهما جنود روس.
ويرى متابعون للشأن السوري أن الأميركيين يحرصون على منع الروس من محاصرة معبر سيمالكا الحدودي، الذي يعتبر طريقاً حيوياً للولايات المتحدة لأرتالها العسكرية التي تعبر من العراق إلى سورية، حيث توجد رغبة روسية، لقطع الطريق على الولايات المتحدة، من سيمالكا إلى حقوق النفط جنوب الحسكة وشمال دير الزور.
وتشهد مناطق شمال شرقي سورية سباقاً بين الجانبين الروسي والأميركي لفرض هيمنتهما على المنطقة. ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، تسيّر روسيا بشكل شبه يومي دوريات في شمال شرقي سورية، بعد توقيعها اتفاقاً مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
من جانبه، أنشأ الجيش التركي قاعدة عسكرية في قرية العامرية بريف تل تمر الغربي، بالقرب من الطريق الدولي (أم4) شمال شرقيّ سورية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن هذه القاعدة هي الأكبر من حيث المساحة، وتضمّ عدداً كبيراً من المدرعات والمدافع الثقيلة والدبابات والمعدات العسكرية، ورادارين للمراقبة والتعقب، إضافة إلى وجود 200 جندي وضابط تركي.
وأنشأ الجيش التركي منذ سيطرته مع فصائل الجيش الوطني على مناطق في شمال شرق سورية 20 قاعدة عسكرية.
إلى ذلك، وصل صباح أمس الأربعاء رتل عسكري كبير تابع لمليشيا "فاطميون" الأفغاني من ريف مدينة البوكمال الغربي شرقي سورية، إلى قاعدة المزارع التي تنتشر فيها كتائب ومليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وقال موقع "نهر ميديا" المختص بنقل أخبار المنطقة الشرقية، إن رتلاً عسكرياً مؤلفاً من ثلاثين سيارة عسكرية، تحمل ما يقارب 100 عنصر من جنسيات أجنبية، أغلبها أفغانية، إضافة إلى معدات عسكرية ولوجستية، وصلت إلى قاعدة المزارع جنوب مدينة الميادين.
وأضاف الموقع أن المليشيات الإيرانية وسّعت قاعدة المزارع في الفترة الأخيرة بعد انسحابها من عدد من أحياء المدينة، من أبرزها حي التمو الذي كانت تسيطر عليه بشكل كامل.
وتنتشر مليشيات إيرانية شرقي دير الزور، ومن أبرزها: لواء "فاطميون" الأفغاني، ولواء "زينبيون" الباكستاني، ولواء "الإمام علي" و"حركة النجباء" و"الحرس الثوري الإيراني" و"الحشد الشعبي العراقي".