3 فئات من الناخبين تحسم نتيجة الانتخابات الأميركية من بينها العرب

04 نوفمبر 2024
من التصويت المبكر في ميشيغن، 3 نوفمبر 2024 (إسلام دوغرو/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشير استطلاعات الرأي إلى أن الفئات العرقية والأقليات ستلعب دوراً حاسماً في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، مع تباين في دعم العرب الأميركيين للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مقارنة ببايدن في 2020.

- يركز ترامب على استقطاب الشباب من أصول أفريقية رغم تصريحاته العنصرية، بينما تواجه هاريس تحديات في الحفاظ على دعم الناخبين السود، خاصة الشباب منهم.

- يشكل الناخبون اللاتينيون محوراً مهماً، حيث يسعى ترامب لتحقيق تقدم في الولايات المتأرجحة، مما قد يؤثر على نتائج الانتخابات وتوازن القوى في الكونغرس.
تشير استطلاعات الرأي الخاصة بانتخابات الرئاسية الأميركية، المقرّرة غداً الثلاثاء، إلى أن هذه الانتخابات قد تشهد استعادة أكبر تنظيم عرقي منذ إطلاق قانون الحقوق المدنية، فيما يشكّك البعض في أن الفئات من الأقليات منقسمة على نفسها، وأن الأحلام في الانتخابات الأميركية بتأثير قوى جديدة، على غرار الصوت العربي، إنما هي مجرد سراب. رغم ذلك، فمن المتوقع أن تحسم هذه الفئات نتائج الانتخابات الرئاسية هذه المرة، وتقود أحد المرشحين، الجمهوري دونالد ترامب أو الديمقراطية كامالا هاريس، إلى البيت الأبيض.

هل يصوت العرب في الانتخابات الأميركية لترامب؟

كان العدوان الإسرائيلي على غزة ودعم الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس للإبادة الجماعية المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال في القطاع، سياسياً ومالياً وعسكرياً، ثم العدوان على لبنان، من القضايا المؤثرة على حالة عدم الرضا من أداء بايدن بين الناخبين الأميركيين، وبين الأعضاء الأكثر تقدمية ويسارية داخل الحزب الديمقراطي. وتستمر حالة عدم الرضا هذه تجاه كامالا هاريس بدرجة أقل، ويشمل ذلك مجموعات مؤثرة في ولايات متأرجحة مثل ميشيغن وبنسلفانيا.

وتشير استطلاعات الرأي الخاصة بالأميركيين العرب على وجه التحديد، إلى أنهم لن يصوتوا لهاريس بالدرجة ذاتها التي صوتوا بها لبايدن في عام 2020، عندما تقدم الأخير على ترامب بـ24 نقطة بين أصوات العرب، أما في 2016 فتقدمت هيلاري كلينتون على ترامب بـ34 نقطة بين أصواتهم. كما تكشف استطلاعات الرأي أن نسبة من العرب تميل للتصويت إلى مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، ومرشحين آخرين، فيما تتجه نسبة لا بأس بها إلى المقاطعة.

تشير استطلاعات الرأي الخاصة بالعرب، إلى أنهم لن يصوتوا لهاريس بالدرجة ذاتها التي صوتوا بها لبايدن في 2020

قبل 11 سبتمبر/أيلول 2001، كانت الجالية العربية في الولايات المتحدة تميل للتصويت في الانتخابات الأميركية للجمهوريين، وكان التحول باتجاه الديمقراطيين ناتجاً عن الغزو الأميركي للعراق، وشعور العرب والمسلمين الأميركيين بمعاداتهم خلال حكم جورج دبليو بوش. اليوم، يقول الحزب الجمهوري إنه يتغير في ما يخص أولويات السياسة الخارجية، كما يتبنى القضايا المحافظة، مثل منع حق الإجهاض ومواجهة قضايا النوع والجنس وغيرها.

هل ينجح ترامب في رهانه على الشباب من أصول أفريقية؟

ركّز ترامب خلال حملته على استهداف شريحة معينة من الناخبين، وهم الشباب من أصول أفريقية، على اعتبار أن الأغلبية البيضاء ستصوت له. حاولت الحملة استغلال أمرين مهمين، هما معاناة الديمقراطيين مع الأميركيين السود الأصغر سناً، في ظل سوء الحالة الاقتصادية وحالة عدم الرضا عن هاريس بين هذه الفئة، ما دفعها إلى استهدافها لجذبها في إعلانات رقمية مكثفة، وعبر ومجموعات طرق الأبواب للوصول إلى هؤلاء الناخبين.

وتشير استطلاعات الرأي التقليدية، إلى أن هاريس تواجه تحدياً للوصول إلى هامش الدعم نفسه الذي تمتع به المرشحون الديمقراطيون السابقون بين الناخبين السود، وخصوصاً فئة الشباب، وبعض أسباب التحدي يعود إلى المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، كما أن استطلاعات الرأي وجدت أن الناخبين السود الأصغر سنّاً على وجه التحديد، قد تكون لديهم روابط أضعف بالحزب الديمقراطي، مقارنة مع الفئات الأكبر سناً من الناخبين السود، وقد يكونون أكثر محافظة من كبار السن.

لكن ما يواجه ترامب مع هؤلاء الناخبين، وخصوصاً المجموعة التي لم تكن ترغب بالتصويت وربما غيّرت رأيها، هي تصريحاته العنصرية الصريحة والخطابات المتحيزة التي استخدمها وأنصاره في الأسابيع الأخيرة من الحملة، ما قد يغير مسار تصويت هذه الفئة.

هل يتحول الناخبون اللاتينيون إلى اليمين في الولايات المهمة؟

يتحول الناخب من أصول لاتينية إلى اليمين منذ عهد ترامب، رغم الخطاب العنصري الحاد الذي يقدمه الأخير. فهؤلاء يميلون للمحافظة، خصوصاً في قضية مثل الإجهاض، إضافة إلى معاناتهم الاقتصادية. لكن السؤال في هذه الانتخابات هو: هل يتحولون في الولايات المهمة إلى اليمين؟ 

من المعروف أن الانتخابات الأميركية تحددها الهيئة الانتخابية (الناخبون الكبار)، وليس التصويت الشعبي، وبالتالي فإن الأنظار لن تتجه إلى ولايات مثل فلوريدا وتكساس التي حقّق فيها الجمهوريون مكاسب هائلة بين ذوي الأصول الإسبانية، ولن تتجه إلى ولايات أخرى ديمقراطية مثل كاليفورنيا ونيويورك لن تؤثر بنتائج انتخابات الرئاسة، وإنما إلى الولايات المتأرجحة مثل أريزونا ونيفادا وبنسلفانيا. ووفقاً لاستطلاعات الرأي، يحافظ اللاتينيون على هوامش دعمهم للديمقراطيين في 2020 أو يتحركون قليلاً إلى اليسار.

ولا يرغب ترامب في تحقيق تقدم وطني بين اللاتينيين، بل أن يحقّق تقدماً بينهم في هذه الولايات المتأرجحة، يحسم له السباق الرئاسي. هناك نقطة أخرى تتعلق بأن تحرك اللاتينيين نحو اليمين في ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك وتكساس، سيؤثر بشكل كبير في الكونغرس.
لا يرغب ترامب في تحقيق تقدم وطني بين اللاتينيين، بل أن يحقّق تقدماً بينهم في هذه الولايات المتأرجحة

هل يصوّت أعداء ترامب من الجمهوريين لهاريس؟

ركّزت حملة كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية المقرّرة غداً، على فئة جمهورية لم تصوت لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية، وتتراوح نسبتها بين 15 و20%، معظمها من الشباب الجامعي والنساء، ما دفع المرشحة الديمقراطية للاستعانة بالنائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني ووالدها نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، وبعشرات الجمهوريين الرافضين لترامب، والذين يرونه خطراً على البلاد. في انتخابات 2020، اختارت فئة تقدر بنحو 10% من الجمهوريين عدم التصويت لترامب، ما أدى بشكل ما إلى خسارته الانتخابات، فهل تتجاوز هذه الفئة الخطوط الحزبية وتصوت لمرشحة ديمقراطية؟

 

المساهمون