انتهت عند منتصف ليل الخميس - الجمعة، عملية تقديم القوائم الحزبية المشاركة رسمياً في الانتخابات الإسرائيلية العامة للكنيست الـ24 المقرّر إجراؤها في الثالث والعشرين من مارس/آذار القادم. وتبيّن مع إغلاق عملية تسجيل القوائم أن 39 قائمة انتخابية قد سُجلت، لكن نحو 14 منها مرشحة لاجتياز نسبة الحسم، تبعاً لتجارب الماضي.
واتّضح أنه لم تجرِ أي تحالفات في صفوف اليسار الإسرائيلي، مما اضطر كلاً من الوزير السابق موشيه يعالون، وعضو الكنيست عوفر شيلح ورئيس بلدية تل أبيب روني حولدائي، إلى الانسحاب وعدم تقديم قوائمهم الانتخابية، بعد أن بيّنت الاستطلاعات أنها لن تجتاز نسبة الحسم الرسمية البالغة 3.25%.
وفي المقابل، أصرّ زعيم حزب "كاحول لفان" وزير الأمن بني غانتس على تقديم لائحة حزبه، على الرغم من أن الاستطلاعات تؤكد أنه لن يجتاز نسبة الحسم، وعلى الرغم من انسحاب عدد كبير من أعضاء الحزب منه وانتقالهم لأحزاب أخرى أو تركهم العمل الحزبي، مثل وزير الخارجية الحالي الجنرال غابي أشكنازي.
وأبرز الأحزاب المشاركة في الانتخابات هي أحزاب يمينية صرف، مقابل حزبين من اليسار هما حزب "العمل" بقيادة ميراف ميخائيلي، وحزب "ميرتس" اليساري. كما تم أمس الخميس نهائياً، انشقاق الحركة الإسلامية الجنوبية وخروجها عن القائمة المشتركة للأحزاب العربية، حيث ستخوض الانتخابات تحت قائمة "القائمة العربية الموحدة"، مقابل بقاء ثلاثة أحزاب عربية تحت لواء القائمة المشتركة وهي: "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، "الحركة العربية للتغيير" و"التجمع الوطني الديمقراطي".
أما في اليمين، فإن الأحزاب الرئيسية هي: "الليكود" بقيادة بنيامين نتنياهو، و"تكفا حداشاه" بقيادة غدعون ساعر المنشق أخيراً عن "الليكود"، وحزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينيت، وحزب "شاس" للحريديم الشرقيين بقيادة أرييه درعي، وقائمة "يهدوت هتوراة" للحريديم الغربيين (الأشكناز) بقيادة موشيه غافني، وحزب "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد، وحزب "كاحول لفان" بقيادة الجنرال بني غانتس، وحزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان، وحزب "الصهيونية الدينية" بقيادة بتسلئيل سموتريتش، وأخيراً "الحزب الاقتصادي" بقيادة البروفيسور يرون زليحا، وترجح الاستطلاعات ألا ينجح الحزبان الأخيران باجتياز نسبة الحسم.
وفيما ترجح الانتخابات فوز حزب "العمل" بسبعة مقاعد وحزب "ميرتس" بأربعة مقاعد، ليس واضحاً بعد أثر الانشقاق في الأحزاب العربية، وتأثيره المستقبلي على عدد النواب العرب في الكنيست من الأحزاب العربية، علماً بأن القائمة المشتركة للأحزاب العربية حصلت في الانتخابات الأخيرة في مارس/آذار من العام الماضي على 15 مقعداً.
وتعني الخريطة الحزبية للقوائم التي قُدمت أمس، أن اليمين في إسرائيل يملك أكثر من 90 نائباً في الكنيست، المكوّن أصلاً من 120 نائباً. ويجعل هذا المعركة الحالية منافسة داخل اليمين الإسرائيلي نفسه، من دون أن يكون هناك تأثير حقيقي لحزبي اليسار والقائمتين العربيتين، خصوصاً أن الاستطلاعات تعطي غدعون ساعر، أو يئير لبيد إمكانية لتشكيل حكومة بديلة لحكومة نتنياهو في حال انضم إليها زعيم حزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينت، من دون حاجة لدعم من القائمتين العربيتين، خلافاً لما كان عليه الوضع في انتخابات مارس/آذار من العام الماضي، حيث لم يكن بمقدور بني غانتس الحصول على تكليف بتشكيل الحكومة من دون دعم أصوات القائمة المشتركة للأحزاب العربية (15 مقعداً).
لكنّ غانتس، بعد حصوله على التوصية، رفض تشكيل ائتلاف حكومي مدعوم من الأحزاب العربية، ولو من خارج الائتلاف، وفضّل تشكيل حكومة وحدة وطنية مع نتنياهو، لم تصمد عاماً واحداً وتم حلّ الكنيست في 23 ديسمبر/كانون الأول، بعد عدم إقرار ميزانية عامة للدولة.