احتج الآلاف في مناطق مختلفة من المغرب، اليوم الجمعة، استنكاراً لنعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقاومة الفلسطينية بـ"الهمجية"، ولاستمرار جيش الاحتلال بمجازره في قطاع غزة، وشجباً للعدوان على لبنان. وجاءت الاحتجاجات عقب صلاة الجمعة بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية)، في جمعة طوفان الأقصى الـ56 تحت شعار "المقاومة حق مشروع ".
وندد المشاركون في هذه الفعاليات بمجازر الإبادة في فلسطين ولبنان، وبنعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال خطابه أمام البرلمان المغربي الثلاثاء الماضي، المقاومة الفلسطينية بـ"الهمجية" و"الإرهاب"، مستنكرين الصمت الدولي والتخاذل العربي الرسمي تجاه ما يقع للشعبين الفلسطيني واللبناني.
وكان ماكرون قد وصف، في خطابه أمام البرلمان المغربي بمجلسيه، الثلاثاء الماضي، ما وقع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بأنه "كان هجوماً بربرياً همجياً بشكل خاص نفذته حماس ضد إسرائيل وشعبها"، معتبراً أن لـ"إسرائيل الحق في الدفاع عن شعبها ضد مثل هذا التهديد"، قبل أن يستدرك بأن "لا شيء يبرر هذه الحصيلة الكبيرة من القتلى في غزة من المدنيين".
وردد المشاركون في الوقفات التي نظمت أمام عدد من المساجد شعارات تطالب بإسقاط التطبيع وتدين الدعم الأميركي للاحتلال، وأخرى مشيدة بصمود غزة في وجه العدوان الإسرائيلي. في حديث مع "العربي الجديد"، قال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة محمد الرياحي الإدريسي إن الهيئة دعت الشعب المغربي إلى الخروج في فعاليات التضامن دعماً لصمود أهل غزة وتنديداً باستمرار المجازر الوحشية في حق سكان شمال القطاع، وذلك في إطار جمعة الغضب رقم 56، وتأكيداً للدعم المغربي الشعبي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأفاد الإدريسي بأنه في سياق التفاعل مع دعوة الهيئة، أعلنت 58 مدينة مغربية خروجها، اليوم الجمعة، في أكثر من 110 فعاليات مساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، ورفضاً للتطبيع الرسمي مع الكيان المحتل. وينتظر تنظيم وقفات مماثلة لاحقاً، إضافة إلى وقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء اليوم، تحت شعار "ضد وصف الرئيس ماكرون للمقاومة الفلسطينية بالبربرية"، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية).
إلى ذلك، أوضح الإدريسي أن الهيئة رفعت شعار "المقاومة حق مشروع" رفضاً للتصريحات المسيئة للمقاومة الفلسطينية وحقها في الدفاع عن أرضها ومقدسات الأمة من طرف الرئيس الفرنسي من داخل قبة البرلمان المغربي، في الوقت الذي كان عليه أن يستنكر ما تقوم به إسرائيل من قتل وتهجير وتجويع واعتقال في حق سكان قطاع غزة.
ولفت إلى أن فعاليات اليوم تنظم في إطار التأكيد الشعبي لـ"رفض التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني المجرم الذي بات معزولاً ومنبوذاً على مستوى أحرار العالم، بعدما تناقلت وسائل الإعلام دمويته وهمجيته وعدم مبالاته بكل الأعراف والمواثيق وحقوق الإنسان". وأكد أن الهيئة، وهي تستمر في مساندتها الشعب الفلسطيني، تؤكد أحقيته في الدفاع عن أرضه ومقدساته بكل الوسائل المشروعة حتى طرد المحتل، وتحرير كل فلسطين، مع دعمها خيار المقاومة باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق المطالب وانتزاع الحقوق.
وتتواصل في المغرب، بشكل شبه يومي، الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي. وخرج المغاربة في 5800 تظاهرة و730 مسيرة خلال عام من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى، في أرقام لافتة تعكس، بحسب الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، "ملحمة تضامنية غير مسبوقة" مع الشعب الفلسطيني.