Palestine Action تواصل تحركها ضدّ صناعة السلاح لإسرائيل في بريطانيا

11 نوفمبر 2024
ملثمون من حركة بالستاين أكشن أمام مصنع شركة إلبيت 18 مايو 2023 (ربيع عيد/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواصل حركة "بالستاين أكشن" استهداف الشركات المرتبطة بصناعة الأسلحة الإسرائيلية في المملكة المتحدة، مثل "أليانز" و"إلبيت سيستمز"، متهمة إياها بالمساهمة في الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
- تواجه الحركة تهديدات بالحظر من قبل الحكومة البريطانية، لكن عشر منظمات سياسية بريطانية أبدت تضامنها معها، مشيرة إلى أن أنشطتها كلفت "إلبيت سيستمز" عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية.
- أطلقت الحركة ورشات تدريب جديدة لأعضائها لتعليمهم تنظيم خلايا احتجاجية ضد الشركات البريطانية المتورطة، مما يعكس التزامها بمواصلة أنشطتها رغم التحديات.

يستمر ناشطو حركة "بالستاين أكشن / Palestine Action" في استهدافهم للشركات والمؤسسات المسؤولة عن صناعة الأسلحة المُصدّرة لإسرائيل في المملكة المتحدة، رغم الملاحقة التي يتعرض لها نشطاء الحركة وسجن عدد منهم بعد إدانتهم بأعمال تخريب. وكان آخر نشاطات الحركة استهداف مكاتب شركة أليانز في مدينة بلفاست، حيث ألقى الناشطون الطلاء الأحمر على واجهة الشركة، وهي المرة الثانية خلال شهر.

وأفادت تقارير بأن وزارة الداخلية البريطانية تدرس حظر الحركة وفقاً لما ذكره مصدر حكومي لصحيفة "جويش نيوز" المناصرة لإسرائيل قبل أيام. ويأتي هذا في أعقاب تقرير نشره اللورد والني جون وودكوك، مستشار الحكومة السابقة بشأن العنف السياسي، في مايو/أيار الماضي دعا فيه إلى فرض حظر على "جماعات الاحتجاج المتطرفة"، والتي تشكل حركة بالستاين أكشن (تأسست عام 2020) جزءاً منها.

وعلى الرغم من اعتقال أعضائها خلال السنة الأخيرة ووجود "16 سجيناً سياسياً في بريطانيا" بحسب الحركة إلا أن بالستاين أكشن تواصل العمل داخل المملكة المتحدة، وتجهز مجموعات عمل جديدة أخرى بهدف استهداف شركة "إلبيت سيستمز" للسلاح المملوكة لإسرائيل، وهي شركة للتكنولوجيا العسكرية أحد أبرز صادراتها الطائرات المسيرة التي تُستخدم في حرب الإبادة الجماعية في غزّة.

تضامن مع بالستاين أكشن

وتنقل صحيفة "جويش نيوز" الأسبوعية المجانية عن مصدر قوله إن الحظر المحتمل لـ"بالستاين أكشن" لا يزال على جدول الأعمال، خصوصاً أن اللورد والني ما زال يعمل مستشاراً للعنف السياسي ضمن حكومة حزب العمال الحالية. وفي ظل الأنباء عن إمكانية حظرها أعربت عشر منظمات سياسية بريطانية عن تضامنها مع "بالستاين أكشن" الأسبوع الماضي.

وأشارت منظمات غير حكومية في بيان مشترك، بما فيها Black Lives Matter UK وJust Stop Oil وCAGE International وFree Political Prisoners، إلى الإجراءات التي اتخذتها "بالستاين أكشن"، قائلة إنها كلفت شركة "إلبيت سيستمز" عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية البريطانية في العام الماضي وحده. وقالوا إن "كل إجراء يعطل سلسلة توريد الأسلحة المستخدمة في الإبادة الجماعية المستمرة (في غزة) هو الشيء الأخلاقي الذي يجب القيام به ويستحق الدعم. لم يكن العمل المباشر ضروريًا أكثر من أي وقت مضى".

وأشار البيان إلى أنه مع تكثيف الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين صعدت بالستاين أكشن من إجراءاتها. وقال إنها تعرضت "لهجوم متكرر من اللوبي الصهيوني". وتطرق البيان لوثائق كُشف عنها قبل أشهر أظهرت "كيف قامت شركة إلبيت سيستمز والحكومة الإسرائيلية بالضغط على الشرطة وخدمة الادعاء العام ومكتب النائب العام ووزراء الحكومة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المجموعة، كما طالبت بحظرها"، بحسب ما جاء في البيان. كما أصدرت 36 مجموعة طلابية في مختلف جامعات المملكة المتحدة بياناً تضامنياً معربين عن وقوفهم مع "بالستاين أكشن".

مصادرة تمثال حاييم وايزمان

وفي الأسبوع الماضي، "اختطف" أعضاء "بالستاين أكشن" تمثالين نصفيين من جامعة مانشستر، أحدهما لحاييم وايزمان أول رئيس لإسرائيل، بعد اقتحام مبنى الكيمياء بجامعة مانشستر وأخذ تمثال نصفي لوايزمان الذي كان محاضراً هناك في أوائل القرن العشرين. وقالت المجموعة إنها "اختطفت" وايزمان لإحياء ذكرى إعلان بلفور في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917، عندما دعم وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي.

لاحقًا، نشرت الحركة صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أن التمثال النصفي قد قُطِع رأسه ووُضعت عليه كوفية فلسطينية، مع تعليق: "أول تمثال نصفي لوايزمان قد مات. قريباً سوف يموت مشروعه الصهيوني أيضاً". وقالت صحيفة "ذا تايمز" إن شرطة مانشستر الكبرى تُحقق في عملية الاقتحام، التي نفذها عدد من الأفراد الملثمين الذين يحملون المطارق، وتقول الشرطة إنها راجعت مئات الساعات من لقطات كاميرات المراقبة. وقُبض على شخص واحد فيما قالت الشرطة إن التحقيق مستمر.

وأعلنت منظمة صهيونية باسم "بيتار الولايات المتحدة" عن رصد مكافأة قدرها عشرة آلاف دولار لمن يدلي بمعلومات عن التمثال المسروق لوايزمان. وجاء في منشورها عبر إكس: "نعلن عن مكافأة قدرها 10 آلاف دولار لمن يعيد هذه المنحوتات التي سُرقت من جامعة مانشستر، والتي تعود للرئيس الإسرائيلي السابق حاييم وايزمان. قم بإعادتها الآن!". كما نفذت المجموعة أعمال تخريب منسقة في أماكن مختلفة من لندن بما في ذلك مكتب الصندوق القومي اليهودي في هندون، تزامناً مع الذكرى السنوية لتوقيع وعد بلفور.

استهداف صناعة السلاح الإسرائيلي

ويأتي الاستهداف المستمر لشركة "أليانز" الألمانية والذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024، بسبب استثمارات الشركة في "إلبيت سيستمز"، إذ وُصفت بأنها "المساهم المؤسسي الرئيسي لشركة إلبيت سيستمز، حيث كانت تمتلك في وقت ما أكثر من 2% من الشركة. وتستمر شركة التمويل في الاحتفاظ بآلاف الأسهم في شركة إلبيت سيستمز المحدودة، بينما تقدم شركتها الفرعية Allianz Insurance Products Trust خدمات التأمين لشركة إلبيت سيستمز المملكة المتحدة، بما في ذلك تأمين العمل" بحسب بيان الحركة.

وقالت "بالستاين أكشن" إنها كتبت إلى "أليانز"، لتطلب منهم إنهاء علاقتهم مع "إلبيت سيستمز"، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع سياستهم في مجال حقوق الإنسان، والتي من المفترض أن تلزم الشركة "بدعم واحترام حماية حقوق الإنسان الدولية" و"ضمان عدم تواطؤ أليانز في انتهاكات حقوق الإنسان". واعتبرت الحركة أن رأس المال الغربي يواصل الاستفادة من القتل الجماعي للفلسطينيين "وتعززت دفاتر أرباح شركة أليانز، وعائداتها على استثماراتها، من خلال مئات التقنيات العسكرية التي توفرها إلبيت سيستمز في خدمة الإبادة الجماعية".

وتقدم شركة "إلبيت سيستمز" أكثر من 85% من الطائرات بدون طيار لإسرائيل، بما في ذلك الطائرات الرباعية المروحية المستخدمة لاغتيال عدد لا يحصى من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين، وأعلنت علناً عن أسلحتها باعتبارها "مختبرة في المعارك" على الفلسطينيين. وتعتبر عملياتها التجارية أساسية لجرائم الحرب الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية ولبنان، وتدعم تقنياتها نظام الاحتلال الإسرائيلي.

ونجحت "بالستاين أكشن" منذ تأسيسها بإغلاق مصنعين لشركة "إلبيت سيستمز" في أولدهيم وستافوردشير ومكتب عمل في لندن. ويواجه المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن" ريتشارد برنارد ثلاث تهم تتعلق بدعم منظمة محظورة بموجب قانون الإرهاب في بريطانيا وتشجيع "النشاط الإجرامي" بعد خطابين ألقاهما، وفقاً لما أعلنته الحركة في شهر أغسطس/آب الماضي. ولاحقت السلطات بعض الوجوه البارزة في الحركة تحت ذريعة قانون الإرهاب بعد خطابات أو منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كان منهم الناشطة المعروفة سارة ويلكنسون المعتقلة حتى اليوم.

تدريب مجموعات جديدة

وأعلنت "بالستاين أكشن" قبل أيام عن إطلاقها لورشات تدريب جديدة لأعضائها حول "كيفية إنشاء خلية" واستخدام تكتيكات احتجاجية ضد الشركات البريطانية المرتبطة بصناعة الأسلحة الإسرائيلية. وبحسب دليل التدريب، يجرى تعليم الأعضاء الجدد كيفية التنظيم في مجموعة من "ثلاثة إلى خمسة" أشخاص موثوق بهم، واستخدام الهواتف المحمولة، ودفع ثمن المطارق نقداً، وإجراء عمليات الاستطلاع.

وينصح دليل التدريب الخاص أنه "بمجرد أن تكون خليتك، ابتكر اسماً. يمكن تسميتها على اسم أحد المقاتلين الفلسطينيين من أجل الحرية، أو على غرار اتخاذ إجراءات ضد آلة الحرب، أو أي شيء آخر مناسب". وأعلنت مجموعة العمل المباشر عن يوم تدريبي للمنضمين الجدد هذا الأسبوع في مانشستر، مع جلسات أخرى في برمنغهام وليدز. ويُشجع الدليل على العمل السري للخلايا، ويدعو إلى "التوجه إلى موقعنا على الإنترنت للعثور على قائمة بالأهداف الثانوية والأساسية التي تُمكّن صناعة الأسلحة الإسرائيلية في بريطانيا وتستفيد منها"، وينضم العديد من طلبة الجامعات في أنشطة عمل مباشرة وراديكالية مع "بالستاين أكشن" التي نفذت مئات الأنشطة الاحتجاجية والتخريبية لمصانع الأسلحة الإسرائيلية والشركات المتواطئة معها منذ تأسيسها.

المساهمون