أعلنت حكومة الكونغو الديمقراطية، السبت، أن الإعلان عن ثوران بركان ثان صدر قبل ساعات كان "إنذارا كاذبا"، بعدما أثار حالة ذعر عقب أسبوع من انفجار بركان نياراغونغو الذي تسبب بدمار واسع وموجة نزوح كبيرة.
في الصباح، أفادت الحكومة بأن بركان مورارا شهد ثورانًا "منخفض الحدة"، ما أدى إلى تدفق حمم بركانية إلى منطقة غير مأهولة من حديقة فيرونغا، وهي محمية طبيعية تضم ربع الغوريلات الجبلية المهددة بالانقراض في العالم. ويُذكر أن مورارا بركان صغير، ويُعد فوهة ثانوية لبركان نياموراغيرا، المعروف إلى جانب نياراغونغو بنشاطه البركاني القوي.
لكن وزارة الاتصالات أصدرت فيما بعد بيانا آخر جاء فيه "إنذار كاذب بشأن نياموراغيرا"، وأضافت "حلّقت طائرة للتو فوق كامل المنطقة عند أطراف هذا البركان. لم يتم رصد أي ثوران"، وتابعت "كانت عبارة عن أنشطة كثيفة لتحويل الخشب إلى فحم صدر عنها دخان فُهم على أنه نشاط بركاني".
وأظهرت صور التُقطت من الجو لنياموراغيرا، صباح السبت، بعض الدخان الأبيض في فوهة البركان الذي يقع على بعد 25 كلم شمال غوما، عاصمة منطقة شمال كيفو.
وعاشت المدينة الواقعة على ضفاف بحيرة كيفو في ظل نياراغونغو، البركان الأكثر نشاطا في أفريقيا، في حالة رعب منذ أن ثار السبت الماضي، وأطلق البركان أنهارا من الحمم التي أودت بحياة حوالى ثلاثين شخصا، ودمرت منازل نحو عشرين ألف شخص، قبل أن يهدأ. ومنذ ذلك الحين، سجل العلماء مئات الهزات الارتدادية، بينما تم إجلاء نحو 400 ألف شخص من غوما.
وحذر العلماء من سيناريو كارثي محتمل يتمثّل بامتزاج الحمم ببحيرة عميقة، وإطلاق غاز خانق في منطقة واسعة، وقال مرصد غوما للبراكين في تقريره الأخير، السبت، إن 61 زلزالا هزّت المنطقة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وإن الزلازل "تتوافق مع الحركة المتواصلة للحمم المنصهرة في نظام تصدّع بركان نياراغونغو باتّجاه بحيرة كيفو".
وتابع "لا تزال مصادر معلومات عدة تؤكد وجود حمم منصهرة تحت الأرض في غوما وتحت الطرف الشمالي للبحيرة"، وذكر التقرير أن هناك احتمالًا ضئيلًا لحدوث "انزلاق أرضي أو زلزال كبير يزعزع استقرار المياه العميقة في البحيرة ويتسبب بانبعاث غازات ذائبة"، وإن كان "غير مستبعد".
وأفاد تقرير بشأن اجتماع طارئ، الجمعة، بأن سكان 80 ألف منزل، حيث يقيم نحو 400 ألف شخص، فروا الخميس بعدما صدر أمر إخلاء "وقائي". والسبت، بدت غوما هادئة، حيث شوهد عدد قليل من السيارات في الشوارع شبه المقفرة، بينما لم تفتح سوى بضعة متاجر.
وتوجه معظم السكان إلى ساكي، على بعد حوالى 25 كلم غرب غوما، حيث يتجمّع عشرات الآلاف حاليا، أو إلى الحدود الرواندية في الشمال الشرقي، بينما فر آخرون بالقوارب عبر بحيرة كيفو.
وقال الرئيس الرواندي بول كاغامي، ليل الجمعة، إن الفارين بحاجة إلى "دعم عالمي عاجل" في مواجهة "الأزمة الإنسانية"، مؤكدا أنه يشعر "بقلق كبير".
ويجرى تنظيم جهود الإغاثة لتوفير مياه الشرب والطعام والإمدادات الأخرى. ويساعد العمال في لم شمل الأطفال الذين انفصلوا عن أسرهم، ولجأ حوالى عشرة آلاف شخص إلى بوكافو على الضفة الجنوبية لبحيرة كيفو، حسب حاكم المنطقة تيو نغوابيدجي، وتم إيواء كثيرين منهم لدى أسر مضيفة.
وعلى ارتفاع 3500 متر، يمتد نيراغونغو على صدع شرق إفريقيا. وأودى آخر ثوران كبير له عام 2002 بحياة نحو مائة شخص، بينما أسفر الانفجار الأخطر له وفق السجلات بحياة أكثر من 600 شخص عام 1977.
ويشير خبراء البراكين إلى أن الثوران الأسوأ هو حدوث انفجار تحت البحيرة، ومن شأن حادثة كهذه أن تطلق آلاف أطنان ثاني أكسيد الكربون المذابة حاليا في أعماق المياه. وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع الغاز فوق سطح البحيرة ليشكل سحابة غير مرئية تخيّم فوقها على مستوى الأرض، وتؤدي إلى إزالة الأكسجين وبالتالي خنق أي كائنات حية.
في عام 1986، أدى ثوران من هذا النوع تحت بحيرة إلى مقتل أكثر من 1700 شخص والآلاف من رؤوس الماشية في بحيرة نيوس في غرب الكاميرون.
(فرانس برس)