"بطخك وبحكي بالغلط"، كلمات مقتضبة استنشق فيها فتى فلسطيني رائحة الموت على لسان جندي إسرائيلي احتجزه للتحقيق في الضفة الغربية المحتلة.
ووثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال (تأسست في جنيف عام 1979) في تقرير، شهادة الفتى أحمد (17 عاماً)، أثناء تعرضه مع صديق له للاحتجاز والتحقيق والترهيب النفسي، في يوليو/ تموز الماضي، داخل حاجز عسكري إسرائيلي، شرقي نابلس.
وقال الفتى الفلسطيني في شهادته: "بعد اعتقالنا بفترة قصيرة أزال الجنود العصبة عن أعيننا، وحققوا معنا حول إلقاء حجارة على الحاجز العسكري.. فأنكرت ذلك". وتابع "الضابط الإسرائيلي حقق معي باللغة العربية وأشهر سلاحه في وجهي قائلاً: بطخك وبحكي بالغلط، وكنت أظن أنه مجرد تهديد، لكنه جهز سلاحه لإطلاق النار، فصرخت قائلاً: ما بدي أموت".
وأضاف" الجنود أعادوا تعصيب أعيننا، وأبقونا نحو 3 ساعات جالسين على الأرض، قبل اقتيادنا لمعتقل حوارة (جنوب نابلس) ومنه إلى سجن مجدو (شمال)".
فيما وثق التقرير ذاته شهادة فتى فلسطيني آخر (16 عاماً) في رام الله، تعرض لتهديد إسرائيلي باعتقال والديه وقتل شقيقه حال عدم اعترافه بالتهم المنسوبة إليه.
وقال الصبي أكرم في شهادته: "اعتقلوني من المنزل الساعة الرابعة فجراً، ونقلت إلى مركز توقيف (بنيامين) غربي رام الله، حيث خضعت للتفتيش عارياً بعد تعصيب عيني وتقييد يدي".
وتابع: "خضعت للتحقيق في تهم تتعلق بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه مركبات عسكرية إسرائيلية، وأنكرت كل التهم فقام المحقق بإسقاطي على الأرض وأنا جالس على الكرسي، وكرر ذلك عدة مرات". وأضاف: "قام المحقق بتهديدي باعتقال والدي ووالدتي وإطلاق النار على شقيقي، وسجني فترة طويلة إذا لم أعترف، إلا أنني واصلت الإنكار".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دعت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، الأمم المتحدة إلى التدخل للإفراج عن الأطفال الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 153 طفلاً، حتى نهاية أغسطس/ آب الماضي، بحسب إحصائيات إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.
(الأناضول)