أطلقت مجموعة فنانين وناشطين برنامج "عكا على راسي" لدعم الصمود في عكا بعد الهبة الشعبية، والعمل على دعم الاقتصاد المحلي في مناطق البلدة القديمة مثل ساحة الجزار، وحارة المبلطة، وحارة الشونة، والفاخورة، وفولسون، من خلال ورشات عمل، وقراءة قصص وحكايات وغناء تراثي فلسطيني.
وشملت الأنشطة ورشات فنية للأطفال، وورشات موسيقية ارتجالية، ورسماً على الوجه، وندوة حول الاعتقال قدمها المحامي وسام عريض، وورشة في جاليري الفنان وليد قشاش، وفقرات غنائية ضمت أغنيات منها "لو شربوا البحر"، و"واسي واسي عكا على راسي".
ويعاني سوق عكا في البلدة القديمة من المقاطعة الاقتصادية التي أعلنها اليهود الإسرائيليون منذ بدء هبة الكرامة كما يطلق عليها أهالي الداخل الفلسطيني. وقال أشرف عامر، الناشط في "مجموعة عكا 5000": "الأحداث الأخيرة والهبة الشعبية وحدت الكل الفلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على القدس وحي الشيخ جراح، والعدوان على أهلنا في غزة. الداخل الفلسطيني أيضاً هب، وعلى أثر الأحداث بدأت هبة شبابية هدفها زيادة الوعي في بلداتنا".
وأضاف عامر: "مجموعة الفنانين الذين شاركوا في النشاط اليوم، قرروا أن يساهموا في التوعية، والأهالي استقبلوهم بحفاوة. المقاطعة الاقتصادية جزء من الموضوع، ونحن بصدد استثمار هذه الهبة الشعبية في جعل أهل البلدة يتعرفون إلى النشاطات الثقافية، وفي نفس الوقت التعرف إلى معالم البلد القديمة. بسبب الحالة الاقتصادية التي مررنا بها في سنة كورونا، ومن بعدها الأحداث، هناك حاجة لدعم الاقتصاد المحلي".
بدوره، قال الفنان التشكيلي وليد القشاش: "آن الأوان لكل المبدعين، ونحن أغنياء في الإبداع الذي يعد سر أي حضارة في العالم، ورسالتي لكل المبدعين أن يقوم الجميع بخطوة في ثقافة الشارع، ونأخذ المبادرة، ولا ننتظر البلدية أو المؤسسات. نستطيع أن ننشر الإبداع، والشعب الفلسطيني مبدع وخلّاق. عكا مفتوحة لكل البلاد. الفلسطيني في مخيمات لبنان، وفي سورية أثبت خلال الهبة أننا توحدنا، وفي كل العالم نعتز أن لنا كياناً وهوية وانتماء".
وشاركت الفنانة رانية مخلوف بورشة للأطفال في ساحة مسجد الجزار، وقالت: "المبادرة كانت توعية وتعبيراً عن مشاعر الأطفال والأهالي الذين يبحثون عن نطاق يعبر به الأطفال عن آرائهم. في الورشة، كل طفل عمل تماثيل من طين يحركها بحسب مشاعره، وهذه الورشات التطوعية هدفها الانتعاش الاقتصاد في عكا".
وقال الفنان خير فودة: "هذه الأزمة مثل كل الأزمات السابقة، فليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ونحن نحاول أن نرد الجميل إلى المدينة التي أعطتنا الحب والحضن الكبير. كثير من الفنانين شاركوا، من عكا، ومن خارجها، وكلهم أتوا لدعم الوجود الفلسطيني، والجميع كانوا متطوعين، ولهم الشكر، وكذلك للجمعيات المنظمة".