تُواصل جمعية "قطر الخيرية" جهودها لمساعدة المتضرّرين من الجفاف في الصومال، وقد وضعت أخيراً حجر الأساس لقرية سكنية متكاملة للنازحين في مدينة بيدوا. وتضمّ القرية 67 وحدة سكنية، ومركزاً صحياً، ومدرسة ابتدائية وإعدادية، ومسجداً، ومركز تدريب مهني، وبئراً ارتوازية، ومركز تحفيظ للقرآن الكريم، علماً أنّ نحو 12 ألف نازح يستفيدون من هذه القرية.
وقال رئيس ولاية جنوب غربي الصومال عبد العزيز حسن محمد، في كلمة خلال حفل أُقيم بالمناسبة، إنّ بناء القرية السكنية سوف يخفّف الأعباء عن آلاف الأسر التي نزحت من ديارها وقراها بسبب الجفاف، مشيداً بوقوف دولة قطر إلى جانب الشعب الصومالي في وقت المحن. وأضاف أنّ قطر لبّت نداءات نجدة الشعب الصومالي الذي تأثّر بتأخر مواسم هطول الأمطار، الأمر الذي أدّى إلى تعرّض نصف السكان لجفاف جعلهم في حاجة إلى مساعدات عاجلة، وفقاً لما جاء في بيان أصدرته الجمعية اليوم السبت.
وأوضح مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات والبرامج الدولية في "قطر الخيرية" نواف الحمادي أنّ الجمعية اختارت مدينة بيدوا كونها ثاني أكبر مدينة يعيش فيها النازحون، لبناء قرية متكاملة، بهدف دعم الأسر النازحة التي تواجه سوء التغذية، ونقص الخدمات الضرورية، وتخفيف معاناتها، وتحسين ظروفها المعيشية والسكنية، وتهيئة بيئة تعليمية ملائمة، عن طريق بناء مساكن مستدامة وخدمات أساسية ملائمة.
تجدر الإشارة إلى أنّ "قطر الخيرية" أطلقت في منتصف يونيو/ حزيران الماضي نداء استغاثة عاجلاً تحت عنوان "أوقفوا مجاعة الصومال"، وذلك لمواجهة موجة الجفاف الجديدة، وتقديم مساعدات إغاثية، وتوفير الاحتياجات الضرورية للمتضرّرين من تأثير الجفاف الحاد.
وبدأت " قطر الخيرية" بالتدخّل منذ بدء الأزمة الإنسانية في المناطق المتضرّرة في كلّ الولايات الصومالية، وقد استفاد نحو 125 ألف شخص من الحملات الإغاثية في قطاع الغذاء والتغذية.
ويمرّ الصومال بأزمة إنسانية خطرة، من جرّاء تأخّر موسم الأمطار لمدّة ثلاثة أعوام، الأمر الذي تسبّب في معاناة نصف السكان، أي قرابة 7.1 ملايين شخص، من خطر المجاعة، وقد نزحوا بمعظمهم من مدنهم وقراهم وتمركزوا في مخيّمات بالمدن الكبيرة.