قرر مجلس جامعة دمشق معاقبة الطلاب الذين يثبت لجوءهم إلى الغش عبر استخدام شبكة "بلوتوث" أو وسائل تقنية أخرى، فضلاً عن انتحال الشخصية، وهي مخالفات شائعة في الجامعات السورية التي افتقدت خلال السنوات الماضية القيمة العلمية، وتذيلت ترتيب جامعات العالم.
وينص القرار على عدم النظر في إعادة الطالب المعاقب بالفصل بسبب المخالفات المذكورة قبل مرور خمس سنوات على تاريخ صدور القرار، شرط عرض كل حالة على مجلس الكلية ومجلس شؤون الطلاب، ثم على مجلس الجامعة.
وقالت الجامعة في بيان: "نهيب بالأبناء الانتباه والحذر، وعدم التورط باستخدام وسائل الغش في الامتحانات، وعدم التغرير بهم من قبل ضعاف النفوس لتفادي أخطار كبيرة، وانعكاسات تؤثر سلباً على مستقبلهم الدراسي، وتؤدي بهم إلى الضياع".
لكن المحسوبيات والفساد ليست أمورا مستجدة في الجامعات السورية، وتحديداً جامعة دمشق، إذ يعمد مدرسون إلى استخدام أساليب ملتوية لمنع تخرج الطلاب، وإجبارهم على اللجوء إلى الرشاوى والوساطات، مما يدفع الطلاب إلى كسب ود المدرسين في سبيل إنهاء تخصصهم عبر آليات "فساد منظم".
ويصف مصدر في جامعة دمشق، لـ "العربي الجديد"، قرار الجامعة بأنه "زجري، ولا يهدف إلى تنمية وعي الطلاب، وكأن "المسألة باتت عدائية بين الإدارة والطلاب الذين يحصل بعضهم على الأسئلة والمساعدة داخل قاعات الامتحانات بسبب وساطات".
ويوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "قرار الفصل لا يراعي الطلاب، ويتجاهل أسباب لجوئهم إلى الغش، وكيفية حدوثه، ما يجعله قراراً يهدف إلى الانتقام من الطلاب عبر القضاء على مستقبلهم، وليس منع الغش، وقد حدد مجلس الجامعة مدة العقوبة بخمس سنوات قبل أن يدرس إعادة الطالب إلى الجامعة، ما يعني قطع علاقة الطالب بجامعته، وخسارته لمستقبله بسبب موقف طائش".
وأوضح أن "منسوب الفساد مرتفع في الجامعات، ويشمل بيع المواد وبيع الأسئلة وتقديم الامتحانات من دون وجود طلاب. وهذا الفساد يشكل فضائح صارخة تتضمن أيضاً رشاوى. ومن يقع في دائرة قوانين العقوبات هو الطالب ذو الحلقة الأضعف، أما المتنفذون وأصحاب الأموال ومدرسو الجامعات الذين يرعون الفساد وينظمونه هم خارج دائرة المحاسبة والرقابة".
ويلفت المصدر إلى أنه في عام 2004 كان ترتيب جامعة دمشق 48 بين مائة جامعة عربية حسب تصنيف "ويبوميتريكس"، ثم خرجت كل الجامعات السورية من ترتيب أول مائة جامعة عربية في عام 2010.
وفي يوليو/ تموز الماضي، بات ترتيب جامعة دمشق 10902 عالمياً. ولا وجود لها أو لغيرها في أفضل 100 جامعة عربية، فيما تعتبر جامعة "تشرين" الأولى بين الجامعات السورية، وتحتل المركز 188 عربياً.
وقال محمد الخالد، خريج قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة البعث في مدينة حمص، لـ "العربي الجديد"، إن الطلاب يضطرون إلى دفع مبالغ مالية لمدرسين يتعمدون عدم إنجاحهم إلا بعد الحصول على هدايا، أو تلقي توصية من جهة معينة، ويضيف: "أحد أصدقائي أهدى المدرس مجموعة من فراخ الحمام الزغاليل، وصندوقين من الجبن ليضمن النجاح".