آلاف الفلسطينيين يشاركون في "الفجر العظيم" بنابلس إكراماً للشهيدين العزيزي وصبح
شارك آلاف الفلسطينيين في أداء صلاة الفجر العظيم، اليوم الجمعة، في مسجد النصر في البلدة القديمة في نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، إكراماً لروحي شهيدي المدينة محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح، اللذين ارتقيا فجر الأحد الماضي، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واكتظ مسجد النصر وباحاته الخارجية بالشبان، الذين حضروا في وقت مبكر وشرعوا بتلاوة القرآن على روحي الشهيدين، في حين عمل آخرون على تجهيز الحلويات والماء التي تم توزيعها عقب الانتهاء من الصلاة.
وعلت أصوات المشاركين بالتكبير والهتافات للشهيدين، كما ظهر مسلحون ملثمون بعد الصلاة، يعتقد أنهم من عناصر الكتيبة ذاتها التي ينتمي إليها الشهيدان.
وقال الشاب إيهاب صلاح، لـ"العربي الجديد"، إنه كان من بين المشاركين الدائمين في صلوات الفجر التي كانت تقام في الفترة التي سبقت ظهور جائحة كورونا، وما إن سمع بالدعوة إلى الصلاة اليوم حتى لبى النداء.
وتابع صلاح: "ما سمعناه وشاهدناه من أخلاقيات وطنية عالية وانتماء لفلسطين لدى الشهيدين العزيزي وصبح، شجعني أكثر على القدوم. لقد رأيت صورة للشهيد صبح وهو يصلي في أحد أيام الفجر العظيم في هذا المسجد".
وقال أحد القائمين على الفعالية، والذي طلب عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ وصية الشهداء الذين جسدوا الوحدة الوطنية وعائلاتهم ومحبيهم أن يكون هذا التجمع خالصاً لوجه الله وأن لا يتم رفع أي راية حزبية.
وتابع "قررنا التوجه بعد الصلاة بشكل جماعي ولمن أراد إلى المقبرة الغربية في نابلس وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء وإعلاء التكبيرات، وهو ما كان بالفعل، إذ أمّ المئات المقبرة ووقفنا على قبريهما رحمهما الله".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قتلت، الأحد الماضي، الشابين العزيزي وصبح وجرحت نحو 19 آخرين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على البلدة القديمة، وتحديدا حارة الياسمينة في نابلس، وهناك حاصرت مجموعة من المقاومين في أحد المنازل قبل أن تستخدم القذائف في قصفه. وادعى الاحتلال أن عمليته استهدفت عددا من المقاومين الذين يشاركوا في إطلاق النار على قواته خلال اقتحامها المتكرر لمدينة نابلس.