صدرت أحكام إدانة جديدة، الأربعاء، على رجل بريطاني ستّيني حُكم عليه بالسجن المؤبد لاعتدائه جنسياً على أكثر من مائة جثة لنساء داخل مشارح مستشفيات، في المرحلة الأخيرة من هذه القضية "غير المسبوقة" في القضاء البريطاني.
ولم يبدُ التأثر على ديفيد فولر الذي اعترف بأفعاله، خلال إصدار محكمة في لندن حكماً في حقه بالسجن أربع سنوات لاتهامه بممارسة الجنس مع جثث نساء وحيازة مواد إباحية تخصّ 23 ضحية بين عامي 2007 و2020.
David Fuller has been sentenced at the Old Bailey for further charges relating to sexual offences committed in a mortuary setting. Read the full article here - https://t.co/r9rnKCKpVa pic.twitter.com/km4BMbkWUz
— Kent Police (UK) (@kent_police) December 7, 2022
وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، تلقى هذا الكهربائي البالغ 68 عاماً حُكماً بالسجن المؤبد لارتكابه أفعالاً مماثلة على عشرات النساء المتوفيات ولقتله امرأتين شابتين عام 1987.
وفي المجموع، اعتدى ديفيد فولر جنسياً على جثث "ما لا يقل عن 101 امرأة وفتاة، مع أنّ هويات عشر من هؤلاء لم تُحدد وربما لن يتم ذلك مطلقاً"، على ما أكد المدعي العام خلال الجلسة. وفيما كانت تبلغ أصغر الضحايا تسع سنوات كانت أكبرهنّ في سنواتها المائة.
Double murderer David Fuller sentenced for more crimes committed in a Kent hospital mortuary.
— Danny Shaw (@DannyShawNews) December 7, 2022
Mrs Justice Cheema-Grubb sums up the impact on the loved ones of those he cruelly abused, below.
“You will remain in prison until your death”. Not often you hear it expressed like that pic.twitter.com/p1AsvZzLhW
وقال القاضي أثناء النطق بالحكم الإضافي الذي صدر في حق فولر "ستقبع في السجن حتى آخر يوم من حياتك".
وعند التطرق إلى الوقائع، أشار المدعي العام إلى أنّ هذه قضية "غير مسبوقة في تاريخ القضاء البريطاني".
Double killer David Fuller, 68, has been handed a further four years in prison at the Old Bailey for the “systematic” sexual abuse of women’s bodies at hospital mortuaries in Tunbridge Wells.
— TalkTV (@TalkTV) December 7, 2022
The sentence was handed down by Mrs Justice Cheema-Grubb. pic.twitter.com/2yqUZYgNKB
وكان فولر يعمل كهربائياً لدى مستشفيين في جنوب إنكلترا ضمن دوامات ليلية تحديداً، فغالباً ما كان يبقى بمفرده بعد مغادرة الموظفين، فتمكّن تالياً من الوصول بسهولة إلى المشارح والثلاجات حيث توضع الجثث.
ولم تُكشف أفعال فولر على مدى أكثر من عشر سنوات، إلا أن الشرطة استطاعت في ديسمبر/كانون الأول 2020 بفضل تقنيات الحمض النووي أن توقفه على أنه المشتبه فيه بجريمة قتل امرأتين شابتين عام 1987 في تونبريدج ويلز (جنوب شرق إنكلترا). واعتدى فولر على الشابتين جنسياً وخنقهما.
وأثناء تفتيش منزله، عثر المحققون على كمية كبيرة جداً من الصور الإباحية، بالإضافة إلى مقاطع فيديو صوّرها أثناء الاعتداءات التي كان يرتكبها في المشارح.
تحقيق مستقل
وقبل صدور الحكم الأربعاء، كانت لأفراد عائلات الضحايا مداخلات أمام المحكمة، ومن بينهم ابنة إحدى الضحايا التي أشارت إلى أنها تشعر بـ"اشمئزاز كبير"، واصفةً فولر بـ"الوحش".
وقال شقيق ضحية أخرى إنّ "ديفيد فولر لطّخ كل ذكرى أحملها عن أختي، لأنّ كل ما يمكنني التفكير فيه هو ما فعله بها في الوقت الذي يُفترض أن تكون قد ارتاحت".
وفي الشهر الماضي، مُنحت عائلات الضحايا تعويضات مالية عن الصدمة التي تعرضت لها جراء هذه القضية.
ووجهه القاضي حديثه إلى ديفيد فولر، قائلاً له: "لم تبالِ بكرامة الموتى. وأفعالك المنحرفة تجاه من قتلت والنساء اللواتي اعتديت عليهنّ بعد موتهنّ تظهر أنّك منعدم الضمير".
وأثارت هذه القضية الذعر في المملكة المتحدة، مما دفع أعضاء مجلس اللوردات للمطالبة بتشديد العقوبة على كل من يعتدي جنسياً على جثث. وحالياً، يُعاقب من يرتكب أفعالاً مماثلة بالسجن عامين.
وعلّق رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون على إدانة فولر بجريمتي القتل اللتين تعودان إلى عام 1987، فيما أطلق وزير الصحة آنذاك ساجيد جاويد تحقيقاً مستقلاً لمعرفة كيف تمكّن الرجل الستيني من الاعتداء جنسياً على جثث داخل مستشفيات عامة لفترة طويلة من دون أن يدرك أحد ما يحصل.
ومن المتوقع أن تصدر نتائج التحقيق في العام المقبل.
(فرانس برس)