باتت ليالي مدينة حماة معتمة، وكأن الزمن قد عاد بها إلى ما قبل اكتشاف الكهرباء، في حين يصم مسؤولو النظام آذانهم متجاهلين مطالب المواطنين بإيجاد حلول للأزمة التي تمر بها المدينة منذ أكثر من أسبوع، فالكهرباء آخر ما تبقى لهم من الارتباط بالحاضر مع أزمات كثيرة يمرون بها.
تصل الكهرباء لمدة نصف ساعة في بعض أحياء المدينة بعد انقطاع لساعات، وفي أحياء أخرى قد تطول المدة أكثر من ذلك، ويؤكد الأهالي وجود تلاعب في طريقة إيصال الكهرباء للأحياء السكنية، وأنه أحيانا يتم قطعها عن المنازل في حين يتم إيصالها إلى المعامل.
وقال أيمن أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن المعاناة الناتجة عن انقطاع الكهرباء في المدينة لا تحتمل، وأوضح الرجل، الذي يقيم في حي النصر، أن "الأجهزة المنزلية كلها تعطلت بسبب أزمة الكهرباء التي تصل لدقائق، ثم يتم قطعها، ومن ثم يعود التيار، وقبل يومين، خلال ساعة واحدة انقطعت الكهرباء 6 مرات. أن تنقطع الكهرباء بشكل كامل أهون من هذه المعاناة، فلا توجد ساعات محددة للتقنين، كما لا نعلم لكم من الوقت قد نحصل على كهرباء في اليوم، والكهرباء التي نحصل عليها لا تكفي حتى لشحن البطاريات لتشغيل الأضواء ليلا".
ويرى محمد نقشبندي أن من بين حلول الأزمة "إيجاد آلية اشتراك بالأمبيرات كما في مدينة حلب، حيث يعلم كل مواطن كمية الكهرباء التي يحتاجها خلال الشهر، وينفق المصاريف التي يتكلفها لصيانة الأجهزة المنزلية والبطاريات على هذه الاشتراكات، ويعيش نوعا من الاستقرار كونه يعلم متى تصل إليه الكهرباء ومتى تنقطع".
وبين مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن السبب الرئيسي في أزمة الكهرباء هو تحويل معظم مخصصات المدينة إلى المعامل، وحرمان الأهالي منها. "أمس الأحد، استمر انقطاع الكهرباء عن بعض الأحياء خمس ساعات، وبعدها وصلت لمدة لم تتجاوز 15 دقيقة، والأزمة تتفاقم منذ 4 أيام، ما تسبب بنفاد شحن البطاريات التي يعتمد عليها معظم سكان المدينة".
وتترافق أزمة الكهرباء في مدينة حماة مع أزمة المياه التي كانت تصل إلى المنازل عبر الشبكات والمضخات، ما يدفع الأهالي إلى شراء صهاريج المياه، ويرى الأهالي أن الأزمة سببها الفساد والإتاوات بالدرجة الأولى، ووجود اتفاق بين مسؤولي النظام في المدينة وأصحاب المعامل، ما يحرم حماة من وصول الكهرباء والمياه.