أسرة وعروس تنتظر فستان الزفاف بين ضحايا القصف الإسرائيلي على لبنان

25 سبتمبر 2024
ضحايا القصف الإسرائيلي على لبنان، سبتمبر 2024 (رويترز)
+ الخط -

قبل حفل زفاف المهندسة اللبنانية مايا غريب المقرر الشهر المقبل، كان أقاربها المتحمسون يرتبون لاستلام فستانها. لكن مايا (23 عاما) وشقيقتيها ووالديهم استشهدوا يوم الاثنين في ضربة جوية إسرائيلية أصابت منزلهم في إحدى ضواحي مدينة صور الجنوبية، وفقا لما قاله رضا غريب، شقيق مايا، وهو الناجي الوحيد من العائلة.

وقال رضا غريب الذي انتقل إلى السنغال العام الماضي للعمل لـ "رويترز" في مكالمة هاتفية: "كانوا قاعدين بالبيت وبعدين استُهدف البيت". وفي اليوم التالي، دفنت الجثامين في مراسم تشييع تمت بسرعة وشارك فيها عدد قليل من الأشخاص بسبب خطر الغارات الجوية. ولم يتمكن رضا من السفر جوا حيث تم إلغاء معظم الرحلات الجوية في غمرة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة وإطلاق الصواريخ من حزب الله.

وكان والده من قدامى المحاربين المتقاعدين في الجيش اللبناني، وهو قوة متعددة الطوائف تمولها الولايات المتحدة ودول أخرى ويُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها رمزا للوحدة في لبنان. وكانت شقيقاته جميعا في العشرينيات من العمر.

وقال رضا غريب: "نحن عائلة وطنية لا تنتمي إلى أي حزب، رغم أننا بالطبع نقف مع كل من يقاوم العدوان". وأضاف أنه لا يوجد أي فرد من أفراد العائلة عضو في حزب الله. لكنه يقول الآن، بعدما فقد عائلته، إنه يريد أن يستمر حزب الله في قتال إسرائيل "حتى النصر" وعدم قبول أي مفاوضات.

هجمات عشوائية

وفي بلدة الحناوية بجنوب لبنان، قتل قصف إسرائيلي ثمانية أفراد من أسرة واحدة وعاملة منزلية مقيمة من غامبيا، بحسب أقارب. وقال محمد سقسوق الذي كان شقيقه حسن من بين الشهداء لرويترز إن الضربة أصابت مبنى بجوار منزل العائلة فانهار المبنى المستهدف على منزلهم. وأضاف أن العائلة ليست لها علاقة بحزب الله وانتقد الإسرائيليين بسبب الهجمات "العشوائية" وتساءل أيضا عن سبب جر لبنان إلى معركة يقول حزب الله إنها لدعم الفلسطينيين.

وقال عبر الهاتف من ملجأ مؤقت: "هلأ (الآن) نحن تشردنا... نعيش في الشوارع. من قبل كنا نعيش حياة طبيعية تماما. من سيعيد لنا منازلنا؟". ومن بين الضحايا حسن سقسوق، وابناه محمد ومنى، وزوجة محمد فاطمة وابنتهما ريما البالغة من العمر تسعة أشهر، بالإضافة إلى أطفال منى الثلاثة، وجميعهم دون التاسعة من العمر. كما لقيت آنا، العاملة المنزلية القادمة من غامبيا التي كانت في أوائل الثلاثينيات من عمرها، حتفها أيضا.

وقال علي عباس رئيس بلدية السكسكية، إن 11 مدنيا استشهدوا يوم الاثنين بينهم ست نساء وطفلان في البلدة الساحلية، وأضاف أن القصف استهدف المنازل بشكل مباشر. وأضاف عباس لرويترز: "هذه منازل مدنية ولا علاقة لها بأي نوع من المنشآت العسكرية".

(رويترز)

المساهمون