شدّدت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بداية معركة "طوفان الأقصى" سياستها التضييقية على الأسرى عامة والأسيرات في سجن الدامون بشكل خاص، إذ تقبع 63 أسيرة فلسطينية في ظروف قاسية جداً.
ونقل المحامي الحقوقي حسن عبادي استغاثة أسيرات سجن الدامون "إذ يكابدن الجوع وينمن على الأرض، ويحرمن من الزيارات العائلية ومن "الكانتينا" الخاصة بمشترياتهن ومن ساحة السجن، ومن استعمال الهاتف العمومي ومن مشاهدة التلفزيون، فضلاً عن عدة إجراءات عقابية وتنكيلية".
وقال: "قرّرت تكثيف زياراتي للسجون؛ للأسرى عامة والأسيرات بعد 7 أكتوبر مرة في الأسبوع بدل مرة كل أسبوعين، نظراً للوضع الذي تمر به الحركة الأسيرة، والتقيت هناك أسيرات هن روضة أبو عجمية، فاطمة شاهين، عطاف جرادات، حنان البرغوثي، فاطمة أبو شلال، سماح حجاوي، فاطمة عمارنة، لمى خاطر، نور طاهر، سهير البرغوثي".
ونقل المحامي عن الأسيرات قولهن إنّ "الحياة داخل السجون تغيرت بعد 7 أكتوبر، هناك اكتظاظ لارتفاع العدد من 28 أسيرة إلى 63 يقبعن في الدامون، منهن من ينمن على الأرض لعدم وجود أسرة، بالإضافة إلى عزل تام لهن ومنعهن من الفورة (ساحة السجن)، فقط يخرجن إلى الحمام 45 دقيقة". وأوضح: "صودرت أيضاً أغراض أسيرات جراء حملة قمع ضدهن ولم يبق لهن أي شيء، وامتد الأمر ليشمل أوراقهن وصور عائلاتهن المعلقة على الجدران التي تم تمزيقها، ولم يبق لديهن سوى فرشة واحدة وبطانية". وأضاف: "تم منعهن من إدخال الملابس والضروريات، وحرمت الأسيرات من الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في التسخين، يأكلن غذاء السجن وهو عبارة عن صحن أرز وشوربة وبيض مسلوق حسب حديثهن".
وذكر المحامي أن المنع طاول أيضاً المياه، فالأسيرات يشربن مياه الحنفية التي تحتوي على الكلور، وقد تهدد حياة المريضات، فضلاً عن السماح بتناول المسكنات فقط، دون مراعاة الحالة الصحية لأسيرات يحملن أمراضاً مزمنة.
ولخص عبادي الوضع الراهن في الدامون قائلاً: "الحالة يُرثى لها والأسيرات يستغثن".
وكتب بعد لقائه بالأسيرة سهير البرغوثي من بلدة كوبر برام الله ما يلي: "بعد لقائي في سجن الدامون بلمى خاطر، ونور طاهر، أطلّت الأسيرة سهير إسماعيل البرغوثي شامخة، بخطى واثقة وكانت قد اعتقلت يوم 26 أكتوبر من الشهر الماضي وحكم عليها بـ 6 أشهر إداري، وهي من مواليد 1959 وتعتقل للمرة الثانية. وبعد التحيّة مباشرة أمطرتني برسائل تحرير ورغد وأماني... أخبرتني عن ظروف الاعتقال، قائلة "لا آكل مثل الناس ولا طلعة ولا نزلة، نعاني من ضغط وسكّري وشبكيّة، ووابل شتائم السجانين كلّ الوقت".
يذكر أنّ مؤسسات عدة تُعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين، أعلنت الأسبوع الماضي، وجود شهادات لجرائم مُروّعة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اعتقالها للفلسطينيين بالفترة الماضية.
وتتعمد إدارة سجون الاحتلال قطع الماء بين فترة وأخرى، وتسحب المواد الغذائية في أقسام الأسرى، وتحرمهم من "الفورة" المتمثلة في الخروج إلى ساحة السجن، وحرمان الأسرى المرضى من نقلهم إلى العيادات، وتهديدات مباشرة تلقاها بشكل خاص أسرى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.