- تقرير المنظمة يكشف عن وفاة 26 طفلاً بسبب الجوع وتأثير سوء التغذية على الأمهات الحوامل والرضع، مشيرًا إلى تأثير الجوع على الفئات الضعيفة.
- الوضع في غزة يقترب من كارثة إنسانية مع تزايد الوفيات وسوء التغذية، وتؤكد منظمات دولية على الحاجة الماسة لتحرك دولي أكبر لإنقاذ الأرواح.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الأطفال في غزة يموتون بسبب مضاعفات مرتبطة بالجوع، واصفة استخدام الاحتلال الإسرائيلي سياسة التجويع في عدوانه على القطاع، كسلاح بأنها "جريمة حرب" تتسبب في وفاة الأطفال نتيجة سوء التغذية الحاد والجفاف في ظل عدم جاهزية مستشفيات القطاع على تقديم العلاج.
وأوضح مدير شؤون إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، عمر شاكر، أن "الحكومة الإسرائيلية تستخدم التجويع كسلاح حرب يقتل الأطفال في غزة"، مضيفاً أن "على إسرائيل إنهاء جريمة الحرب هذه، ووقف هذه المعاناة، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى جميع أنحاء غزة دون عوائق".
وطالب شاكر، وفقاً لتقرير المنظمة: "الحكومات الغاضبة من إقدام الحكومة الإسرائيلية على تجويع المدنيين في غزة ألا تبحث عن حلول مؤقتة لهذه الأزمة الإنسانية. إعلان إسرائيل عن زيادة المساعدات يُظهر أن الضغوط الخارجية تنجح. على حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، الضغط من أجل تسليم المساعدات بشكل كامل من خلال تعليق الأسلحة فوراً".
وسجل رئيس وحدة طب الأطفال بالمستشفى حسام أبو صفية، استشهاد 26 طفلا في مستشفى كمال عدوان بسبب مضاعفات مرتبطة بالجوع، خلال شهادته لهيومن رايتس ووتش في 4 إبريل/نيسان، موضحاً أن ما لا يقل عن 16 منهم كانت أعمارهم أقل من خمسة أشهر، و10 على الأقل تتراوح أعمارهم بين عام وثمانية أعوام، كما استشهد رجل عمره 73 عاما يعاني من سوء التغذية.
سوء التغذية أثر أيضاً على الأمهات الحوامل والرضع، حيث تسبب عدم وجود الحليب لدى إحدى الأمهات في غزة بسبب سوء التغذية في وفاة أحد الرضع بعد يومين فقط من ولادته، حيث كان يعاني من الجفاف الشديد، وفقا للطبيب أبو صفية.
جوع كارثي في غزة
من جانبها، أفادت مجموعة تنسقها الأمم المتحدة تضم 15 منظمة دولية ووكالة أممية تحقق في أزمة الجوع في غزة، في 18 مارس/آذار 2024، أن "جميع الأدلة تشير إلى تسارع كبير في الوفيات وسوء التغذية". قالت المجموعة إنه في شمال غزة، حيث يعاني نحو 70% من السكان من جوع كارثي، يمكن أن تحدث المجاعة في أي وقت بين منتصف مارس/آذار ومايو/أيار.
ووفقاً لحالات تحققت منها منظمة هيومن رايتس ووتش، فقد توفي الرضيع عبد العزيز بعد ساعات من ولادته، حيث كانت والدته تعاني من سوء التغذية الحاد في مستشفى كمال عدوان في 24 فبراير/شباط، ونصت شهادة وفاته على أن الطفل ولد قبل أوانه.
في شمال غزة، يعاني نحو 70% من السكان من جوع كارثي، يمكن أن تحدث المجاعة في أي
يقول والد عبد العزيز إن العاملين في المستشفى وضعوا طفله على جهاز التنفس الاصطناعي لأن كان لديه صعوبة في التنفس، لكن الجهاز توقف عن العمل بعد نفاد الوقود اللازم في المستشفى بعد ساعات قليلة. مضيفا: "توفي عبد العزيز فوراً". معبراً عن قلقه بشأن زوجته، التي كانت تعيش على البقوليات والأغذية المعلبة، مشددا على معاناتهم المستمرة للحصول على التغذية الكافية.
ذات المعاناة واجهها والد توأمتين حديثتي الولادة، موضحا إن إحدى طفلتيه، جود، توفيت في مستشفى كمال عدوان في 2 مارس/آذار إثر معاناتها من سوء التغذية، بعد ثمانية أيام من ولادتها. قال إنه كان يكافح لإطعام أسرته قبل ولادة البنتين، لكن لم يكن لديهم سوى الخبز ليأكلوه، دون لحم أو بروتين. قال إنه بعد ولادة التوأمين، لم تتمكن زوجته من إنتاج الحليب لإرضاع البنتين، وكان الحليب الذي يشتريه من المتجر نادرا.
ووصف تدهور حالة جود، قائلاً إن "أطرافها أصبحت باردة جدا، وكانت تتنفس ببطء شديد". ورافقت حماته جود إلى المستشفى حيث توفيت لاحقاً، معبراً عن قلقه على صحة التوأم التي بقيت على قيد الحياة.
وعثر مسؤولو منظمة الصحة العالمية في مارس/آذار، على أطفال يموتون جوعا في مستشفيَيْ كمال عدوان والعودة في شمال غزة. في جنوب غزة، حيث المساعدات أكثر توافرا، ولكنها ما تزال غير كافية إلى حد كبير، قالت وكالات الأمم المتحدة في منتصف فبراير/شباط إن 5% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد.
من كمال عدوان إلى المستشفى الاوروبي جنوبي قطاع غزة، تتكرر ذات المعاناة بألوان شتى حيث ذكر طبيب متطوع لـ"هيومن رايتس ووتش" أواخر يناير/كانون الثاني، أن والدة أحد المرضى، التي كانت في أمس الحاجة إلى المحلول الملحي، لجأت إلى سحق البطاطس لصنع سائل مؤقت للتغذية الأنبوبية. رغم عدم كفايتها الغذائية، مضيفاً: "انتهى بي الأمر بإخبار مرضاي الآخرين أن يجدوا البطاطس ويفعلوا الشيء نفسه"، في محاولة لعلاج المرضى في ظل نقص المواد الأساسية مثل الغلوكوز والإلكتروليتات وأنابيب التغذية.
من جهتها، أفادت وزارة الصحة في غزة بأنه حتى 1 إبريل/نيسان، توفي 32 شخصاً، بينهم 28 طفلاً، بسبب سوء التغذية والجفاف في مستشفيات شمال غزة. كما أكدت "منظمة أنقذوا الأطفال" في 2 إبريل/نيسان وفاة 27 طفلا بسبب الجوع والمرض.
يذكر انه قبل العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من اكتوبر/ تشرين الأول كان نحو 1.2 مليون من سكان القطاع البالغ عددهم آنذاك 2.2 مليون نسمة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وكان أكثر من 80% منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي السيطرة الشاملة على غزة من خلال الحصار المفروض على القطاع منذ 16 عاما.