نشرت مجلة "لانسيت" الطبية تقريراً تناولت فيه نتائج دراسات ميدانية حول تأثيرات الإصابة بكوفيد-19 طويلة الأمد. وبحسب التقرير، فإنّ العديد من المرضى الذين أصيبوا بالفيروس لا يزالون يعانون من عوارض عديدة، منها أوجاع في الرأس، الأرق، التعب وقلة النوم.
ووفق مركز جون هوبكنز الخاص بمتابعة أعداد الإصابات بكورونا، فقد أُصيب حتى الآن أكثر من 115 مليون شخص، في جميع أنحاء العالم، بفيروس كورونا، ولا يزال الكثير منهم يعانون من عوارض متفاوتة، يحاول العلماء وخبراء الصحة معرفة أسبابها. من هنا، بدأوا بتركيز جهودهم لمعرفة تأثيرات فيروس كورونا على صحة الإنسان.
وبحسب مجلة "لانسيت"، فقد تمّ نشر أول دراسة جماعية لمتابعة آثار الإصابة بكوفيد-19 على الأشخاص، بعد مرور 6 أشهر من تاريخ إصابتهم. ووفق الدراسة، فقد عانى الكثير من المصابين، بعد تعافيهم، من أعراض شديدة تتراوح ما بين التعب والأرق والقلق والاكتئاب والاضطرابات اللاإرادية والصعوبات المعرفية والألم. وقد بنت الدراسة نتائجها وفق بيانات حصلت عليها من مجموعات دعم المرضى التي تمّ إنشاؤها خصيصاً لهذا الغرض.
على الرغم من أنّ تواتر الأعراض المستمرة وشدّتها واحتمالية حدوثها يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر، أو من مريض إلى آخر، إلاّ أنّ العواقب بعد فيروس كورونا تندرج ضمن مجموعة متلازمات ما بعد العدوى الأخرى الموصوفة في مجال الأمراض المعدية. ووفق الدراسة، فقد أصيب كثر بحالات خاصة بالتهاب الدماغ والنخاع العضلي/ متلازمة التعب المزمن، أو الألم العضلي الليفي. ويطلق الخبراء على هذه الأمراض ما يسمى بكورونا طويل الأمد أو المستمر.
وعلى الرغم من إبلاغ العديد من المرضى بهذه العوارض، إلاّ أنّ هناك فجوة معرفية بأسباب استمرار الأعراض بعد العدوى الحادة، مثل التعب. ويمثّل التعب، بحسب الدراسة، أحد أكثر الأعراض تدميراً لنوعية حياة المرضى.
وتخلص الدراسة إلى أنّ متلازمات ما بعد العدوى، بما في ذلك الأعراض المستمرة بعد فيروس كورونا، تعتبر تحدياً كبيراً للأطباء والباحثين. ومع ذلك، فإنها تقدم أيضاً الفرصة لإجراء أبحاث جديدة وصارمة علمياً وشاملة ومنفتحة، بهدف مساعدة المرضى الذين يعانون من هذه الظروف غير المفهومة جيداً على استعادة صحتهم.
بعد 6 أشهر من الإصابة الحادة، كان الناجون من مرض كوفيد-19 يعانون بشكل أساسي من التعب أو ضعف العضلات وصعوبات النوم والقلق أو الاكتئاب
وفي دراسة ميدانية متصلة بمتابعة الحالات الصحية لمرضى كوفيد-19، أجريت دراسة من مستشفى Jin Yin-tan ( في ووهان، الصين) حول المرضى الذي أصيبوا بفيروس كورونا من تاريخ 7 يناير/ كانون الثاني 2020 إلى 29 مايو/ أيار 2020، حيث تمت مراقبتهم مع عوارض ما بعد كورونا، من تاريخ 16 يونيو/ حزيران وصولاً إلى 3 سبتمبر/ أيلول، أي بعد مرور ستة أشهر على الإصابة.
وتمّت مقابلة جميع المرضى مع سلسلة من الاستبيانات لتقييم الأعراض ونوعية الحياة المتعلقة بالصحة، وأُخضعوا إلى فحوص جسدية واختبار المشي لمدة 6 دقائق. كما تمّ استخدام إجراء أخذ العينات الطبقي لأخذ عينات من المرضى وفقاً لأعلى مقياس من سبع فئات، أثناء إقامتهم في المستشفى، مثل 3 و4 و5 و6 ، لتلقي اختبار وظائف الرئة، والتصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة للصدر ، والتصوير بالموجات فوق الصوتية. تلقى المرضى الذين شاركوا في التجربة اختبارات الأجسام المضادة لفيروس كورونا 2 المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة.
وخلصت الدراسة إلى أنّ العديد من المرضى، ظهرت عليهم عوارض مختلفة، كالتعب وضعف العضلات، بعد مرور 186 يوماً من تاريخ إصابتهم. كان التعب أو ضعف العضلات يشكل نحو (63% من مجموع المرضى) وصعوبات النوم تشكل نحو (26%)، وهما أكثر الأعراض شيوعاً، كما تمّ الإبلاغ عن القلق أو الاكتئاب بين المرضى، ووصلت نسبتهما إلى 23%.
بعد 6 أشهر من الإصابة الحادة، كان الناجون من مرض كوفيد-19 يعانون بشكل أساسي من التعب أو ضعف العضلات وصعوبات النوم والقلق أو الاكتئاب. والمرضى الذين أصيبوا بكوفيد-19 الشديد عانوا أثناء إقامتهم في المستشفى من ضعف شديد في انتشار الرئة ومظاهر غير طبيعية لتصوير الصدر.