أكّدت وزارة الصحة العراقية، تسجيل أكثر من ألف إصابة يومية بالحمى الفيروسية، بين الأطفال، مُحذّرة من الانتشار السريع للفيروس الذي ينتقل بالعدوى، مطالبة بإيجاد حلول لضعف الطاقة الاستيعابية للمستشفيات مقابل تلك الأعداد.
ووفقاً لرئيس مركز أمراض الدم في مستشفى الطفل المركزي التعليمي في العاصمة بغداد، عبد الستار إبراهيم محمد، فإن "هناك انتشارا للأمراض التنفسية بين الأطفال، ومنها الحمى الفيروسية الوبائية، وهو مرض سريع العدوى بين التجمعات ومنها الأطفال، وخصوصا طلبة المدارس"، مبينا في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأربعاء أن "المستشفى تستقبل أكثر من ألف طفل مصاب يومياً".
وأوضح أن "المصابين أغلبهم من الأطفال دون السنتين"، مؤكداً أن "المستشفى تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في عدم استيعاب الأعداد الكبيرة من الإصابات، مما أسفر عن رقود كل 3 أطفال على سرير واحد، بسبب الزخم الهائل وانتشار العدوى، بينما تم تحويل عدد منهم إلى الأقسام الخاصة بالأمراض التنفسية".
وأضاف أن "وزير الصحة وجّه بتحويل أعداد من الأطفال إلى أقسام خاصة في مستشفى الكاظمية التعليمي"، مشيرا إلى "وجود صعوبات بتشخيص المرض، إذ إن التفريق بين الحمى الموسمية والحمى الفيروسية والمتحور "أوميكرون" صعب، إذ تتميز هذه الأمراض بأعراض مماثلة تقريباً، وهي الحمى والسعال والصداع الشديد وصعوبة التنفس وألم في الصدر والبطن واحمرار وحرقة في العين، فقدان الشهية، إلى جانب عدم تحديد واكتشاف نوع الفيروس بالتحاليل لأن مدة حضانة الحمى الفيروسية تستغرق بين سبعة وعشرة أيام في بعض الحالات، وقد تصل إلى 15 يوما إذا كانت العدوى شديدة، علما أن جهاز المناعة الخاص بالطفل ضعيف وغير قادر على مواجهة العدوى".
من جهته، أكد عضو نقابة الأطباء العراقيين، عامر حسين، أن هناك إهمالا للجانب الوقائي والتثقيفي داخل المدارس العراقية، للحد من انتشار تلك الأمراض، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "وزارة الصحة هي المسؤولة عن ذلك، إذ يتحتم عليها أن توفر فحوصات دورية على المدارس، وأن تلزم إداراتها التلاميذ بارتداء الكمامات يوميا، للحد من انتشار العدوى".
وأكد أن "هناك تقصيرا بهذا الملف، بما فيه نشر الوعي الثقافي بخطورة الأمراض الانتقالية بين الأطفال، وهو ما يتطلب ندوات وورشا وحملات إعلامية تتوزع على مدارس البلاد"، مشددا على أن "الإهمال انعكس سلبا وتسبب بحالات الإصابة الكبيرة".
ومنذ بداية العام الدراسي الجديد، تصاعدت حدة الإصابات بالأمراض الانتقالية، ومنها أمراض الإنفلونزا، ونزلات البرد وغيرها بين الأطفال، والتي بدأت تنتشر بشكل متسارع، وتنتقل من المدارس إلى العوائل، فيما لا تتوفر أي إحصائية رسمية عن تلك الأعداد.
وكانت وزارة الصحة قد أكدت في وقت سابق، أن فرقها الصحية تقوم بجولات على المدارس وإجراء الفحوصات الدورية، لمتابعة الأمراض الانتقالية والحد من انتشارها.