ألمانيا: مساعدات وتأشيرات لمنكوبي الزلزال في سورية وتركيا

17 فبراير 2023
تجهيز شحنات مساعدات في مطار برلين براندربرغ (شين غالوب/Getty)
+ الخط -

بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية، وعدت الحكومة الألمانية بمساندة أنقرة وتقديم العون والمساعدات للمتضررين في تركيا وفي المحافظات السورية.

وقال وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، إن "الإمدادات تنقل جواً بالأطنان الى تركيا، في آلية ستستمر لأيام. حملت 3 طائرات عسكرية 50 طناً من المواد الإغاثية، ونقلت ثلاث طائرات أخرى نحو 40 طناً من الخيام والأسرّة وأكياس النوم والبطانيات والسخانات والمولدات، ويعمل الصليب الأحمر على تكثيف الدعم بحسب الاحتياجات المطلوبة". 
تجمع منظمات تابعة للجاليات التركية والسورية والعربية مساعدات من ألبسة ومواد غذائية وأدوية وغيرها لنقلها عبر شاحنات إلى تركيا، وفتحت صناديق تبرعات داخل المساجد من أجل جمع أموال للمتضررين.
وتستجيب الجهود المبذولة للآلام الكبيرة التي يشعر بها مقيمون في ألمانيا، لديهم أقارب ناجون في تركيا وسورية، فيما تجرّع آخرون الأحزان بعدما تبلغوا خسارة أقارب، وبينهم سوريون عزّوا أنفسهم بأن المتوفين قضوا بكارثة طبيعية وليس ببراميل النظام. 
وتلقت العديد من الجمعيات والمنظمات الألمانية تبرعات عينية ومالية في ولايات مثل بريمن وهامبورغ وبادن فورتمبورغ وشمال الراين فستفاليا، بعدما نُشرت أرقام حسابات بنكية يمكن أن يتبرع المواطنون عبرها لمساعدة المتضررين من الزلزال.
في مدينة شتوتغارت، فتحت منظمة حساباً لجمع أموال لاستخدامها في دعم مقيمين لا يملكون إمكانات لنقل أقاربهم من مناطق الكارثة إلى ألمانيا، خاصة أن الإجراءات تشمل تقديم طلب دعوة، وتوفير تأمين صحي.
وشكلت منظمة "كاريتاس ألمانيا" فريقاً لإدارة الأزمات من أجل تنسيق العمليات في تركيا مع 6 شركاء محليين، وأفادت شبكة "إس دبليو آر" بأن "كاريتاس تحاول إرسال متطوعين إلى سورية، حيث يعتبر الوضع الإغاثي مأساوياً"، ونقلت عن المسؤولة في المنظمة، رجينا كالتنباخ، قولها: "نتواصل مع عمال إغاثة في سورية، ونجحنا في جمع مليون دولار بعد 48 ساعة من الكارثة".
وفي ظل رغبة العديد من أقارب الناجين الذين يوجدون في ألمانيا باستقبالهم بعدما أصبحوا من دون مأوى، تسعى الحكومة الاتحادية لإيجاد حلول عملية تسهّل وصولهم من تركيا وسورية. واعتبرت وزارة الخارجية أن "الرغبة في استقبال أقارب أمر مفهوم على المدى القصير، ونعمل مع وزارة الداخلية لإيجاد حل عملي سريع لهذه الحالات، ولا سيما أن العديد من أفراد الجالية التركية يودون استقبال عائلاتهم المتضررة مؤقتاً"، موضحة أنه يجب مراعاة امتلاك المنكوبين جواز سفر، وكيفية الحصول على تأشيرة.

أرسلت منظمات غير حكومية أيضاً مساعدات لمنكوبي الزلزال (عبد الحميد حصبص/ الأناضول)
أرسلت منظمات غير حكومية مساعدات لمنكوبي الزلزال (عبد الحميد حصبص/الأناضول)

بدورها، أعلنت وزارة الداخلية إجراء محادثات مع وزارة الخارجية لاعتماد حلول غير بيروقراطية قدر الإمكان، ولا سيما أن مواطني الدول الثالثة يحتاجون إلى تأشيرة لدخول منطقة دول الاتحاد الأوروبي "شينغن". ولاحقاً، أكدت وزيرة الداخلية، نانسي فيزر، في مقابلة مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ"، أن "برلين ستسهّل منح تأشيرات صالحة لمدة ثلاثة أشهر للمتضررين السوريين والأتراك إن كانت لديهم عائلات في ألمانيا، كي يستطيعوا تلقي علاج طبي".
وأوردت القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، أن "مجلس الشيوخ أصدر موافقة لا تتطلب مشاركة مكتب برلين الحكومي للهجرة من أجل التنازل عن إثبات مهارات اللغة الألمانية في إجراءات قبول قدوم المتضررين بالزلزال المقربين من أشخاص يقيمون في البلاد، وأنه سيجري تسريع إصدار تأشيرات حتى 31 يوليو/ تموز المقبل".

وعلّق مسؤول الجالية التركية بألمانيا، أصليهان يورتباي: "لا يجب أن تتشدد الحكومة في المستندات التي يطلب إبرازها لأن ناجين كثيرين قد يكونون فقدوا مستنداتهم الشخصية، وكذلك كل ما يتعلق بإثبات قدراتهم المالية. عليها أن تقدم البراغماتية والمساعدة الإنسانية على البيروقراطية عبر تقليص المطالب إلى الحد الأدنى. تسهيل الحصول على التأشيرة لا يكلّف الدولة أموالاً، ووزارة الخارجية أعلنت أن أبواب مركز التأشيرات في غازي عنتاب مفتوحة رغم تضرره من الزلزال، كذلك يمكن إجراء مقابلات في مراكز أخرى بتركيا، وبحكم استمرار إغلاق السفارة في دمشق، يمكن للمتقدمين من سورية الاتصال بالسفارات أو القنصليات في بيروت أو عمان أو إسطنبول". 
في غضون ذلك، أشارت نقابة المحامين الألمان إلى أن السفر في الاتجاه الآخر يمثل أيضاً مشكلة بالنسبة إلى البعض، وخلال الأيام الماضية، لم يستطع أفراد كثيرون السفر لمساعدة أقاربهم أو حضور جنازاتهم. وطالبت سلطات الهجرة الألمانية بإجراءات تسمح بسفر الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا إلى بلدهم.

المساهمون