ما يلاحظه المهتمون بالتمارين الرياضية على تطبيق "تيك توك" أن المقاطع السريعة التي تتناقلها أناملهم، لمحاولة استلهام الحركات المثالية التي تخدم تطلعاتهم إلى أجسام صحية تتمتع بلياقة عالية، قد تجعلهم يشاهدون محتويات يقدمها مدربون يلتقون معهم في الأساليب والأهداف، وفي الوقت ذاته، محتويات مختلفة لمدربين يقترحون إلغاء حركات دأبوا على تنفيذها منذ سنوات. فهل يعني ذلك أن أفكار تدريبات اللياقة البدنية المعاكسة مهمة، أم أنها ليست إلا مجرد أفكار أخرى من البديهي أن تتضمنها وسائل التواصل الاجتماعي المنفتحة على كل المشاهد والاقتراحات والممارسات؟
يرى تقرير نشره موقع "مينز هيلث" أن "مقطع فيديو مدته 15 ثانية على تيك توك لا يمكن إلا أن يترك فوارق دقيقة ومعلومات متناقضة، ما يجعل رواد التمارين البدنية في حيرة من أمرهم في أنواعها".
ويعتبر التقرير أن المدربين الذين يدافعون عن الامتناع عن أداء تمارين لأجزاء معينة من الجسم "قد لا يكونون مخطئين، لكنهم قد لا يستطيعون التواصل بشكل أفضل مع الجمهور وبلوغ عدد أكبر منهم، باعتبارهم ربما أقل تأثيراً من آخرين".
أما مدرب اللياقة البدنية إيبنزر صاموئيل فيصرّ على أن "لا وجود لتمارين سيئة، لكن بعضها قد يؤدي إلى نتائج عكسية لدى أشخاص يملكون مواصفات أجسام معينة، وينشدون أهدافاً مختلفة".
بدوره، لا يستبعد خبير الوقاية من الإصابات الدكتور جون روسين "وجود تمارين ذات أساليب وممارسات قديمة قد تتضمن بعض المخاطر. ويقول إنه "بالنسبة إلى تمارين الكتف مثلاً، فإنها تشمل التقسيمات الأكثر شيوعاً حالياً لكثير من حركات الضغط لاستهدافه بالكامل، أما التمارين المنفردة والمعزولة لعضلات محددة فتخاطر بمزيد من الإجهاد. من هنا من الضروري أن يميّز متلقو المعلومات بين أراء مؤثري تيك توك لإيجاد الإيقاعات التي تناسب أجسامهم، بدلاً من اتباع نصائحهم حرفياً". ويتابع أنه "بعد ذلك، يجب أن يحدد ممارسو التمارين أهدافهم على صعيد اللياقة، أكانت تنفيذ برامج كاملة للجسم، أو التركيز على مناطق محددة فيها تحقق غايات مثل العرض، أو اكتساب القوة لتأدية أعمال".
ويستخلص صاموئيل أنه "مهما كان الهدف المنشود من أي تدريب، يجب الحذر من الإفراط في إجرائه، ومحاولة إعطاء الأولوية لتطبيق حركات تقود إلى تدريبات آمنة وصحيحة تضمن تحقيق الإفادة المنشودة من الجهود المبذولة، والحفاظ على المكتسبات البدنية أطول فترة ممكنة".