أوامر الإخلاء الإسرائيلية تهدد حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة

11 أكتوبر 2024
جرعة تطعيم أولى ضدّ شلل الأطفال في مدينة غزة، 10 سبتمبر 2024 (عمر القطّاع/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تعبر منظمة الصحة العالمية ويونيسف عن قلقهما من تأثير أوامر الإخلاء الإسرائيلية في شمال غزة على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، حيث تهدد هذه الأوامر الوصول إلى المستشفيات وحماية المنشآت الصحية.
- أكدت الجهات المعنية على ضرورة وقف إطلاق النار لضمان نجاح الجولة الثانية من الحملة، والتي تشمل نحو 590 ألف طفل دون العاشرة، مع توفير مكملات فيتامين "أ".
- تم التوصل إلى اتفاق بشأن فترات هدن إنسانية، لكن نجاح الحملة يعتمد على احترام جميع الأطراف لهذه الفترات، خاصة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات مياه صرف صحي.

عبّر مسؤولان في منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلق وكالتَيهما من تأثير أوامر الإخلاء التي تصدرها إسرائيل في شمال غزة على حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في القطاع المستهدف والمحاصر، علماً أنّ الجولة الثانية من الحملة مقرّرة ابتداءً من يوم الاثنين المقبل في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

ويأتي ذلك بعدما كانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد حذّرت، أوّل من أمس الأربعاء، من أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلية تحاصر على الأقلّ 400 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة المعزول عن الوسط والجنوب، وتهدّد تنفيذ الجولة الثانية من حملة التطعيم. ويأتي عزل شمال قطاع غزة، الذي يضمّ محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، في إطار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكثر من عام، تحديداً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن، للصحافيين في جنيف: "أنا بالتأكيد قلق بشأن المستجدات في الشمال، خصوصاً مع أوامر الإخلاء هذه". يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تمضي في تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، ولا سيّما في شماله راهناً، مرتكزةً على أوامر إخلاء، كانت قد بدأت تلجأ إليها في الأيام الأولى من حربها على غزة. وقد راحت حينها تدفع الفلسطينيين في شمال القطاع إلى الوسط والجنوب، مدّعية أنّ تلكُما المنطقتَين آمنتان. لكنّ خلاف ذلك تبيّن في الأيام التالية من الحرب.

وشدّد بيبركورن على أنّ وقف إطلاق النار سوف يكون مرّة أخرى "شرطاً مسبقاً" لإنجاز جولة ثانية ناجحة من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة. أضاف أنّ "هذا أمر مهم خصوصاً، نظراً إلى أنّ أوامر الإخلاء الجديدة في شمال غزة تهدّد القدرة على الوصول إلى المستشفيات وحماية المنشآت الصحية والعاملين في المجالَين الصحي والاجتماعي".

بدورها، عبّرت الممثلة الخاصة لمنظمة يونيسف في دولة فلسطين جين جوه عن مخاوفها، ووصفت الظروف بأنّها "أكثر تعقيداً" ممّا كانت عليه في الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئ ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

جولة تطعيم ثانية ضدّ شلل الأطفال في غزة بعد 3 أيام

وكانت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف كاثرين راسل، قد أعلنت أمس الخميس، أنّ الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة سوف تنطلق في 14 أكتوبر الجاري، أي بعد ثلاثة أيام فقط، وسوف تشمل نحو 590 ألف طفل دون العاشرة من عمرهم سبق أن تلقّوا جرعة اللقاح الأولى في الشهر الماضي.

وأفادت راسل، في تدوينة نشرتها على موقع إكس، بأنّ الجهات المعنيّة بحملة التطعيم توصّلت إلى اتفاق مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن فترات هدن إنسانية في المناطق المشمولة بالحملة، لكنّها شدّدت على "أهمية أن تحترم كلّ الأطراف هذه الفترات وإلا فإنّ تطعيم الأطفال ضدّ شلل الأطفال لن يكون ممكناً".

وتابعت المسؤولة الأممية، في سياق متصل، أنّ منظمة يونيسف سوف تزوّد الأطفال كذلك بمكمّلات من الفيتامين "أ" من أجل تعزيز جهازهم المناعي، وأشارت إلى أنّ الظروف الصحية التي يعيشها أطفال غزة متردية جداً.

وتأتي الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، بعد الأولى التي أُطلقت في الأوّل من سبتمبر الماضي واختُتمت في 12 منه، مع العلم أنّ ثمّة مراكز صحية ظلّت تزوّد من فاتته الجرعة الأولى من اللقاح. وكانت الحملة قد أُعلنت في نهاية أغسطس/آب الماضي، بالتنسيق ما بين وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وشركائها.

وقد أُطلقت الحملة على عجل، على الرغم من محاولات إسرائيلية عديدة لعرقلتها، وذلك بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في عيّنات مياه صرف صحي أُخذت من دير البلح في وسط قطاع غزة وخانيونس في جنوبه، في يونيو/حزيران الماضي، بحسب ما أفادت به النتائج الصادرة في يوليو/تموز الذي تلاه. فقد دعا ذلك الاكتشاف الأمم المتحدة، بمختلف وكالاتها المعنيّة، ووزارة الصحة الفلسطينية، إلى الاستنفار من أجل تنفيذ حملة التطعيم الطارئة. يُذكر أنّ الأمر صار أكثر إلحاحاً بعد رصد الإصابة البشرية الأولى بمرض شلل الأطفال الفيروسي لدى رضيع في شهره العاشر، بعد 25 عاماً على الإصابة الأخيرة من نوعها في المنطقة.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون