تعمل الفلسطينية إيناس الغول وفريقها "إبرة وسنارة" على جمع مُخلّفات القماش الزائدة من مصانع الملابس في قطاع غزة، من أجل العمل على إعادة تدويرها في أعمال متنوعة بطرق عصرية وحديثة من خلال هذه الأقمشة التي عادةً ما تكون مجرد نفايات.
وأطلقت الغول وفريقها المكون من 5 إناث المشروع الريادي قبل نحو 3 سنوات، حيث ارتكزت الفكرة على جمع مخلفات الأقمشة الموجودة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة والبلدات المهمشة فيها، وإعادة استخدامها في مجالات عدة كالملابس وبيوت القطط والحقائب النسائية.
ويمرّ العمل في المبادرة بعدة مراحل أبرزها جمع مخلفات القماش، ثم عملية الفرز للمخلفات لتحديد شكل استخدامها والأعمال التي ستتم، ثم عملية الرسم الخاصة بالأعمال التي سيتم إنتاجها من الفريق حيث يتم تحديد الأشكال والأعمال بالاتفاق بين الغول وفريقها.
ويقسم الفريق المكون من 5 المهام، حيث تعمل إحدى السيدات على الفرز ثم تقوم أخرى بعملية غسل وتنظيف الأقمشة والمخلفات التي يتم جمعها، ثم تقوم أخرى بمهام القص لتبدأ عملية التنفيذ للمنتج سواء كان ملابس أو أكسسوارات.
ويُركّز فريق "إبرة وسنارة" على جمع الأقمشة ومخلفاتها باعتبارها الأكثر من ناحية النسبة على صعيد المخلفات في ظل عدم الاستفادة منها، وهو ما ينعكس بالسلب على البيئة بشكلٍ عام، إلى جانب الرغبة في توفير فرص عمل للسيدات في المناطق المهمشة والريفية في خان يونس.
وترتفع البطالة في صفوف الإناث بشكلٍ كبير، حيث تلامس معدلات 80%، في الوقت الذي تبلغ فيه معدلات البطالة في صفوف الشباب وحملة الشهادات الجامعية أكثر من 60%، مع الإشارة إلى أن 1.5 مليون نسمة يحصلون على مساعدات إغاثية.
ويضم الفريق العامل في مشروع "إبرة وسنارة" سيدات في مناطق مهمشة، كما انخرطت فيه سيدتان من ذوي الاحتياجات الخاصة، واللتان تعملان ضمن الفريق وتشاركان في كافة الأعمال التي يتم إنتاجها سواء ملابس أو منتجات أخرى.
في الأثناء، تقول مسؤولة الفريق إيناس الغول لـ "العربي الجديد"، إنها استلهمت الفكرة من خلال مشاهدتها لكميات كبيرة من مخلفات القماش يتم التخلص منها بطرق سلبية قد تضر البيئة، فقررت تحويل هذه المخلفات لمنتجات توفر مصدر دخل لها ولعدد من السيدات.
وتوضح الغول أنها قامت بالمشاركة في عدد من المعارض المحلية لعرض المنتجات التي قام الفريق بإنتاجها، والتعريف بالمشروع والمبادرة التي تقوم بالعمل عليها، وهو ما أسهم في استقطاب الزبائن لها وسيدات يرغبن بالعمل معها ومع فريقها.
واستوحت الغول اسم "إبرة وسنارة" من الأدوات الأولية المستخدمة في عملية صناعة بعض المنتجات، كالملابس الخاصة بالأطفال والسيدات أو الأعمال الأخرى الخاصة بالتطريز أو بعض الأعمال كالمحافظ والحقائب المصنوعة من الأقمشة معادة التدوير.
وتطمح إلى أن تتمكن خلال الفترة المقبلة من توسعة المكان الخاص بها وبفريقها من أجل أن يشمل عددا أكبر من السيدات، بحيث يخدم الموجودات في المناطق المهمشة وتحديدًا في محافظة خان يونس، وبطريقة تسهم في معالجة الأقمشة الفائضة عن الحاجة.
أما عن الصعوبات، فتقول مديحة خضير إحدى عضوات الفريق، إن الكهرباء تعتبر الأزمة الأكبر والأبرز بالنسبة لهن، حيث يضطررن في بعض المرات إلى تأجيل الأعمال المطلوب إنجازها لأيام يوجد فيها التيار الكهربائي خلال ساعات الصباح الباكر.
وتوضح خضير لـ "العربي الجديد"، أن الكهرباء تعتبر تحدياً كبيراً بالنسبة لهن، وهو ما يجعلهن يملن لإنجاز أكبر قدر ممكن من العمل في الأيام التي يتوفر فيها التيار الكهربائي أو العمل في بعض الأحيان خلال ساعات المساء، وفقاً لجدول توزيع وفصل الكهرباء.
وتشير إلى أن الفريق يأمل أن تتسع أعماله بطريقة أكبر وأكثر انتشارًا في السوق المحلي، بما يخدم المبادرة التي تهدف للتقليل من الأقمشة بحيث تتم إعادة تدويرها في الأعمال المنتجة، فضلاً عن توفير فرص عمل ومصادر دخل أكبر للسيدات في المناطق المهمشة.