اتّخذت وزارة التربية العراقية إجراءات مشدّدة لضمان عدم تكرار تسريب أسئلة الامتحانات الرسمية مثلما حصل في الأعوام السابقة، الأمر الذي تسبّب حينها في إرباك بإدارة ملف الامتحانات في الوزارة، مشدّدة على حرصها على سير العملية بطريقة لا تؤثّر سلباً على التلاميذ.
وقد دفع التسريب المتكرر لأسئلة الامتحانات في العراق وزارة التربية إلى تأجيلها مرّات عدّة، علماً أنّ الأمر لم يكن يُكتشَف إلا قبل بدء الامتحانات بوقت قصير. وترافق ذلك مع انتقادات كبيرة لعدم قدرة الوزارة على ضبط ملفّ الأسئلة.
وأفاد المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأنّ "وزارة التربية تعمل على توفير كامل الإمكانيات لتهيئة أجواء الامتحانات، من خلال التنسيق مع باقي الوزارات عبر اللجان الخاصة، لتوفير الأمور اللوجستية". أضاف أنّ الوزارة تراعي مسألة مواعيد الامتحانات ودرجات الحرارة المرتفعة خلالها.
وأوضح السيد أنّ ثمّة حيثيات عديدة لبدء الامتحانات عند الساعة السابعة صباحاً، من بينها "حماية الأسئلة وأمنها ونقلها"، مبيّناً أنّ "الوزارة تسعى إلى تطوير عمليات نقل الأسئلة وتوزيعها على المدارس، بطريقة تضمن عدم تكرار حوادث تسريبها".
ويُعاد تسريب أسئلة الامتحانات إلى الفساد المستشري في العراق، مع ما له من تأثيرات خطرة على المجتمع. بالنسبة إلى عضو نقابة المعلمين العراقيين فلاح الغراوي، فإنّ "تسريب الأسئلة من الملفات المعقّدة في العراق، وفساد المنظومة السياسية والحزبية سبب من أسبابه".
وأشار الغراوي إلى أنّ "الوزارة تبقى هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن إدارة الملف، وتتحمّل المسؤوليات كافة بشأن ضبط الأسئلة ومنع تسرّبها، وإحالة المقصرّين إلى القضاء لإصدار أحكام قضائية بحقهم". وشدّد على أنّ "التقليل من شأن هذا الملف أمر خطر، فهو مساهمة أو قبول بتسريب الأسئلة"، لافتاً إلى أنّ الأمر ينطوي على تبعات خطرة من خلال وصول تلاميذ غير كفوئين إلى الجامعة وتخصّصهم في مجالات مهمّة. وأكّد أنّ من شأن ذلك أن "ينعكس مستقبلاً على المجتمع".
وتنعكس فوضى تسريب الأسئلة وتأجيل الامتحانات على التلاميذ وأوضاعهم النفسية، وتؤثّر على نتائجهم وقبولهم في الجامعات. وفي هذا الإطار، أخبر منذر العاني "العربي الجديد" بأنّ "تأجيل بعض المواد بسبب تسريب الأسئلة تسبّب في حرمان ولدي من العلامات التي كان يسعى إلى الحصول عليها". أضاف أنّ ابنه كان "مستعدّاً للامتحان بصورة جيدة، إلا أنّه فوجئ بالتأجيل. وبسبب الآثار النفسية التي خلّفها ذلك حُرم من النتيجة التي كان يسعى إليها".