إجلاء جوي لآلاف المواطنين العرب الفارين من "كابوس" أوكرانيا

01 مارس 2022
بدء رحلات عودة الطلاب العرب من أوكرانيا وبعضهم من فلسطينيي الداخل (جاك كوز/فرانس برس)
+ الخط -

نُظمت أولى رحلات الإجلاء الجوي من أوكرانيا لمواطنين من المغرب العربي والشرق الأوسط في اليوم السادس من الهجوم الروسي الذي دفع مئات آلاف الأشخاص إلى الفرار من البلد.

وخاض هؤلاء تجربة هروب مروعة، خاصة بعدما أغلقت أوكرانيا مجالها الجوي أمام المدنيين مع انطلاق العملية العسكرية الروسية الخميس الماضي، ما اضطرهم إلى الانتقال براً إلى مناطق أكثر أمناً.

والثلاثاء، شرعت تونس في إجلاء رعاياها، إذ حطت في مطار تونس قرطاج طائرة عسكرية آتية من رومانيا، وفيها 106 طلاب. وفي المطار كان أقارب الطلاب الذين بدا عليهم التعب، في استقبالهم.

وأكد وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، وجود تنسيق مع سفارتي بولندا ورومانيا "لإتمام إجلاء 480 آخرين سُجلت أسماؤهم، وتتبع مسارات وصولهم إلى بولندا ورومانيا بكل دقة".

ويوجد نحو 1700 تونسي في أوكرانيا، و80% منهم طلاب في جامعات الهندسة والطب.

ويروي طالب هندسة الحاسوب، أيمن بدري (24 سنة)، قائلاً: "عشنا كابوساً. كانت ظروف حرب استثنائية".

ويصف حمدي بوصاع، والذي انتقل من جنوب أوكرانيا إلى رومانيا، ما مرّ به بأنه "مغامرة". ويقول طالب الهندسة: "كانت العملية صعبة. عشنا لحظات عصيبة، وكنا نتواصل مع أصحابنا ونسأل عنهم".

ويلتحق أكثر من 10 آلاف طالب عربي بجامعات أوكرانيا التي تستقطب هؤلاء بسبب انخفاض تكاليف المعيشة فيها.

يعيش نحو 12 ألفاً من رعايا المغرب في أوكرانيا، بينهم 8 آلاف طالب جامعي، وستبدأ عمليات الإجلاء اعتباراً من غد الأربعاء، وتمت برمجة ثلاث رحلات من وارسو وبوخارست وبودابست، وسيتم إجلاء هؤلاء مقابل دفع 750 درهماً (نحو 79 دولاراً) عن كل شخص لرحلة الوصول إلى الدار البيضاء.

ولم تبرمج الجزائر وليبيا بعد رحلات إجلاء، وتعملان على تسهيل دخول رعاياهما من أوكرانيا إلى الدول المجاورة.

وأعلنت السلطات الجزائرية، الأحد، مقتل أحد رعاياها (24 سنة) في خاركيف كبرى مدن أوكرانيا بعد العاصمة كييف، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

فلسطينياً، أكدت وزارة الخارجية في رام الله، أنها تعمل على مساعدة نحو 2600 فلسطيني في أوكرانيا، من بينهم 600 طالب تقريباً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد الديك، إنه تم، الأحد، إجلاء عشرات الطلاب، وتأمين وصولهم إلى رومانيا وبولندا.

وفي الأردن، شكلت خلية أزمة لمساعدة 3500 أردني مقيمين في أوكرانيا على مغادرة هذا البلد. وقالت وزارة الخارجية إنّ 415 أردنياً تمكّنوا في الأيام الأخيرة من الفرار.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أنّ أول رحلة عودة تقل مواطنين فارين من أوكرانيا هبطت في العاصمة طهران آتية من بولندا صباحاً.

الثلاثاء أيضاً، حطت في مطار بن غوريون قرب تل أبيب أول رحلة طيران عائدة من رومانيا. ويقول الطالب العربي بدر طويل (23 سنة) الذي كان بين الواصلين، إنه نجا من الفوضى.

ومن بين الواصلين، الثلاثاء، طلاب من أبناء فلسطيني الداخل، ووصف أحد الطلاب الذي يتلقى تعليمه في إحدى جامعات مدينة خاركيف، وعرّف عن نفسه باسم حسين، رحلة الهروب المروعة من منطقة الحرب قائلاً: "لأربعة أيام كنا ننام على السلالم، وفي محطات القطار. لقد مررنا بأوقات عصيبة، وبدون طعام".

كان الفلسطيني عودة أبو سعيد ينتظر وصول ابنه محمد، والذي كان من بين ركاب الطائرة، ويقول: "لم أكن متأكداً ما إذا كان سيعود أم لا، لقد كان في أخطر مكان. عادوا بمفردهم في الحافلة في رحلة استغرقت 24 ساعة، تخيلت خلالها سيناريوهات عدة مثل أن يتم قصفهم بصاروخ، أو أن يتم أسرهم".

وباشرت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا فجر الخميس، في خطوة رفعت بشكل حاد من منسوب التوتر بين موسكو وأطراف غربية تتقدمها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

وأشارت سلطات أوكرانيا إلى مقتل أكثر من 350 مدنياً وإصابة 2040 شخصاً منذ بدء الهجوم، مؤكدة أن قواتها قتلت "آلاف" الجنود الروس، علماً بأن موسكو لم تعلن أي حصيلة رسمية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون