شهدت مدن جندوبة وطبرقة وباجة شمال غربي تونس، بالإضافة إلى عدد من مدن الساحل والوسط، اليوم الأربعاء، موجة من الحرائق دفعت إلى إجلاء المقيمين على مقربة من النيران وحماية التجمّعات السكنية.
وقد اندلع كذلك حريق في غابة جبل زاوية المقايز التابعة لمعتمدية الهوارية، شمال شرقي البلاد، وآخر في معتمدية الوسلاتية من ولاية القيروان وسطها.
وعرفت محافظة جندوبة اليوم ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، مع هبوب رياح الشهيلي، الأمر الذي نتج عنه اندلاع حرائق عديدة في جبل بريرم البياضة، وفي جبل الزوزة طبرقة، وفي جبل دار فاطمة عين دراهم، وفي جبل الشحيحدة فرنانة، وفي منطقة الدورة وادي مليز، وفي جبل الفايجة غار الدماء.
و"الشهيلي" ريح صحراوية جنوبية أو جنوبية شرقية تهبّ من منطقة مدغشقر، وهي تكون عنيفة وجافة وحارة، وتطاول شمالي أفريقيا والسواحل المتوسطية لأوروبا الغربية.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني معز تريعة "العربي الجديد" بأنّ خمس عائلات أجليت في منطقة باجة، لافتاً إلى أنّ "عمليات الإطفاء متواصلة، وثمّة طلعات جوية للجيش الوطني والجهود قائمة لإخماد الحرائق".
وأوضح تريعة أنّ "الحرائق تطاول منطقة البرارمة طبرقة، ويُصار إلى حماية تجمّعات سكنية، وتعمل سبع مركبات إطفاء على إخماد النيران، ونأمل السيطرة عليها".
من جهته، صرح المدير الجهوي للدفاع المدني في باجة العميد معز بن خليفة، في حديث إذاعي، بأنّ عدد الحرائق في الولاية ارتفع ظهر اليوم الأربعاء إلى ستّ. أضاف أنّ النيران داهمت أحد المنازل وأُجلي عدد من العائلات ، لافتاً إلى أنّ رقعة الحريق في منطقة الرحايات تتّسع نسبياً مع هبوب رياح الشهيلي.
في سياق متصل، أعلن المعهد الوطني للرصد الجوي، في نشرة خاصة مساء اليوم الأربعاء، عن "تكوّنات رعدية بتأثيرات محلية ساهمت في هطول أمطار متفرقة ومحلية في بنزرت وباجة".
وبحسب المعهد، فقد بلغت درجات الحرارة ظهر اليوم ما بين 42 و47 درجة مئوية مع ظهور الشهيلي، باستثناء السواحل الشرقية وصفاقس حيث تراوحت ما بين 33 و38 درجة مئوية.
وقد أدّى ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات استهلاك قياسية في الكهرباء، ناتجة عن استخدام مكثّف للمكيفات، الأمر الذي أدّى إلى انقطاع في التيار الكهربائي في مناطق متفرقة من البلاد، ويؤمل أن تتحسن أحوال الطقس تدريجياً ابتداءً من بعد غد الجمعة، بحسب تقديرات المعهد.