قررت السلطات النفطية في العراق، إخلاء مقر شركة نفط البصرة أقصى جنوبي البلاد، ونقل موظفيها إلى بنايات بديلة، لوقوع البلاد ضمن خط الارتدادات الزلزالية.
ويتخوّف العراق من هزات ارتدادية وزلازل قد تضرب بعض المناطق، وقد أقدمت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية، قبل أسبوعين على تنصيب 11 محطة رصد زلزالي عند الشريط الحدودي للمناطق الشمالية والغربية والجنوبية، كخطوة لرصد الزلازل والهزات الأرضية.
وكانت إدارة محافظة أربيل في إقليم كردستان العراق قد أخلت أخيراً عدداً من المباني الكبيرة (المجمعات السكنية) من ساكنيها، فيما لم يعد الكثير من المواطنين حتى الآن إليها، كما أن كثيراً من المواطنين في محافظة نينوى تركوا البنايات التي يسكنونها في المحافظة، خوفاً من الهزات المتوقعة.
واليوم الاثنين، ووفقاً لوثيقة تداولتها وسائل إعلام عراقية محلية وصفحات التواصل الاجتماعي، عن مدير عام الشركة، باسم عبد الكريم ناصر، موجهة إلى منتسبي الشركة، فإن "إدارة شركة نفط البصرة قررت إخلاء بناية الزقورة، بناء على تقارير فنية من هيئة المشاريع وقسم السلامة في الشركة قبل أكثر من سنتين".
شركة نفط #البصرة: تقرر إخلاء بعض مقارها لوقوعها ضمن خط الارتدادات الزلزالية pic.twitter.com/QHNEw2kjiu
— وكالة صدى الاعلام sada agency (@pressiraq) March 6, 2023
وأكد أن "المبنى قد تضرر بشكل كبير نتيجة تعرّضه للحرق مرتين ولأكثر من ساعتين، الأمر الذي أدى إلى تلف المواد الإنشائية للمبنى، كما تعرض سرداب المبنى إلى تسرب المياه لفترات طويلة، ولارتفاع أكثر من 50 سنتيمتراً، مما أدى إلى تلف الوحدات الخرسانية للمبنى (الأسس والأعمدة والجسور الخرسانية)"، مبيناً أنه "حرصاً من إدارة الشركة في الحفاظ على سلامة أرواح منتسبيها وكإجراء قانوني ضمن سياقات السيطرة على المخاطر، وبسبب دخول العراق ضمن خط الارتدادات الزلزالية، خاصة بعد الزلزال الأخير الذي ضرب كلا من تركيا وسورية، قررت إدارة الشركة إخلاء المبنى وأجنحته فقط".
وأكد أن الشركة "تعمل بشكل انسيابي ومدروس لغرض إيجاد أماكن بديلة وملائمة".
بالوثيقة
— Dr. Haider Salman (@sahaider75) March 6, 2023
ادارة شركة نفط البصرة تقرر إخلاء مقر الشركة لوقوعها على الخط الزلزالي حسب الكتاب.
🔴 تعليق
تعد بناية شركة نفط البصرة من افخم واجمل وافضل اماكن البصرة، واخلائها ونقلها محط شكوك. pic.twitter.com/Md0DKA3ED1
من جهته، أكد مسؤول في الشركة أن "قرار الإخلاء جاء بسبب مخاوف أثارها موظفو الشركة ومطالبتهم بأماكن أكثر أمناً"، وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "البناية مرتفعة جداً، وفيها أعداد كبيرة من الموظفين، وأن الموظفين يخشون انهيار البناية، لا سيما أنها قديمة".
وأثار الباحث في الشأن السياسي العراقي، حيدر سلمان، شكوكاً بشأن قرار الإخلاء، إذ قال في تغريدة: "تعد بناية شركة نفط البصرة من أفخم وأجمل وأفضل أماكن البصرة، وأن إخلاءها ونقلها محط شكوك".
يشار إلى أن غالبية المباني التي شيّدت في العراق غير مطابقة للمواصفات النوعية، ويجري بناؤها من قبل الأهالي، من دون أن تكون هناك عمليات كشف عليها من قبل الجهات المسؤولة، وهو ما يثير مخاوف ساكنيها، من أنها قد تتعرّض للانهيار، جراء أي هزات أرضية قد تسجلها البلاد.