- شجبت وزارة الصحة الاستهدافات المتكررة للطواقم الإسعافية، مؤكدة أن هذه الهجمات تخرق القوانين الإنسانية، ودعت المجتمع الدولي للتحرك لوقف الجرائم.
- وصفت "هيومن رايتس ووتش" الهجمات الإسرائيلية على الكوادر الطبية في لبنان بأنها جرائم حرب، ودعت لوقفها وفتح تحقيق دولي لضمان المحاسبة.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الخميس، ارتفاع الحصيلة الإجمالية للشهداء من المسعفين منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 178 شهيدًا وعدد الجرحى إلى 279 جريحاً وعدد الآليات المستهدفة إلى 246.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن "العدو الإسرائيلي استهدف نقطة تجمع لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية - الدفاع المدني على مفرق دردغيا، ما أدى إلى استشهاد أربعة مسعفين". وأضاف: "ما لبث العدو الإسرائيلي أن استهدف نقطة ثانية للجمعية في بلدة سلعا، ما أدى إلى احتراق آلية فيما نجا المسعفون بأعجوبة". ووفقاً للمصدر نفسه، فقد "ارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء من المسعفين منذ بدء العدوان إلى 178 شهيدًا وعدد الجرحى إلى 279 جريحًا وعدد الآليات المستهدفة إلى 246".
وأكدت وزارة الصحة العامة أنها تتوقف أمام مسلسل الاعتداءات على المسعفين اليوم في أربع استهدافات متواصلة في أقل من ثلاث ساعات، ما يزيد على الحصيلة المرتفعة والدامية للقطاع الاسعافي. واعتبرت أن "صمت المجتمع الدولي حيال هذه الوحشية غير مبرر في وقت يجب إعلاء الصوت لإعادة العمل بالقوانين الإنسانية، ووضع حد لآلة الوحشية المستمرة بالفتك بالطواقم العاملة على الخطوط الأمامية".
وفي وقت سابق اليوم، قال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، في بيان، إن "غارة العدو الإسرائيلي على آلية تابعة لجمعية الرسالة للإسعاف الصحي في بلدة زفتا في النبطية أدت إلى استشهاد مسعف وإصابة اثنين آخرين بجروح واحتراق الآلية".
وأضافت في بيان ثان: "في حادث هو الثاني اليوم، أدت غارة إسرائيلية على آلية تابعة لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية - الدفاع المدني في دير الزهراني إلى استشهاد مسعف وإصابة اثنين آخرين بجروح واحتراق الآلية".
وشجبت وزارة الصحة العامة الاستهداف الثاني من نوعه اليوم وفي أقل من بضع ساعات. متسائلة: "هل يريد العدو أن تسيل دماء الجرحى من دون إغاثتهم حتى استشهادهم؟"، مشددة على أن ما يحصل "يشكل خرقا غير مبرر لكل القوانين الإنسانية والأعراف الدولية الواجب المحافظة عليها ووضع حد لشريعة القوة والعنف المتمادي".
وجددت الوزارة "إدانتها مواصلة قوات الاحتلال استهداف الطواقم الإسعافية"، مناشدة "المجتمع الدولي وضع حد لهذا المسلسل من جرائم الحرب المتمادية".
وأفادت جمعية الرسالة للإسعاف الصحي بأنه، في تمام الساعة 10:30 صباحاً من الخميس، استُهدفت سيارة إسعاف تابعة للجمعية أثناء قيامها بواجبها الإنساني على طريق حبوش - دير الزهراني، ما أدى إلى استشهاد مسعف وجرح اثنين وتدمير السيارة بشكل كامل.
الهجمات الإسرائيلية على المسعفين جرائم حرب مفترضة
من جهتها، اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الهجمات الإسرائيلية بشكل متكرر كوادر طبية ومرافق صحية في لبنان جرائم حرب مفترضة. ووثقت، في بيان لها أمس الأربعاء، قصف الجيش الإسرائيلي بشكل غير مشروع طواقم ووسائل نقل ومنشآت طبية، بما يشمل مسعفين في مركز للدفاع المدني بالقرب من وسط بيروت في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وسيارة إسعاف ومستشفى في جنوب لبنان في 4 أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن استشهاد 14 مسعفا.
ووثقت المنظمة الدولية حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، استشهاد 163 عاملا في القطاع الصحي والاستشفائي في لبنان خلال العام الأخير جراء الهجمات الإسرائيلية التي أصابت بأضرار 158 سيارة إسعاف و55 مستشفى. ودعت الجيش الإسرائيلي إلى وقف الهجمات غير القانونية على الطواقم والمنشآت الصحية فورا، وحلفاء إسرائيل إلى تعليق نقل الأسلحة إليها نظرا إلى الخطر الحقيقي المتمثل في استخدامها لارتكاب انتهاكات جسيمة.
وقال باحث لبنان في المنظمة رمزي قيس: "الهجمات الإسرائيلية غير القانونية على الطواقم الطبية والمستشفيات تدمّر القطاع الصحي المتهالك أصلا في لبنان وتعرض الكوادر الطبية لخطر جسيم". وأضاف: "قصف الكوادر والمنشآت الطبية يفاقم الخطر على المدنيين المصابين، ويعيق بشدة حصولهم على الرعاية الطبية الطارئة التي يحتاجون إليها". ودعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق دولي في الأعمال العدائية الأخيرة في لبنان وشمال إسرائيل، بالإضافة أيضا إلى ضمان إرسال فريق التحقيق فورا لجمع المعلومات واستخلاص النتائج المتعلقة بانتهاكات القانون الدولي ورفع توصيات للمحاسبة.