استمع إلى الملخص
- **تدابير احترازية واستعدادات**: أغلقت المدارس، وأُنشئت مراكز إيواء، وألغيت رحلات في مطار كانكون. تم إجلاء مئات السياح، ونشر الجيش المكسيكي ثمانية آلاف عنصر لتوزيع المواد الغذائية.
- **تأثيرات الإعصار وتغير المناخ**: تسبب الإعصار في فيضانات وانزلاقات تربة، وقطع الكهرباء عن 400 ألف شخص. يُعد بيريل الإعصار الأول في موسم أعاصير المحيط الأطلسي، ويشير العلماء إلى زيادة تواتر وشدة الأعاصير بسبب تغير المناخ.
ضرب إعصار بيريل المكسيك، صباح اليوم الجمعة، بالقرب من منتجع تولوم السياحي في ولاية كوينتانا رو، بحسب ما أفاد المركز الوطني لمراقبة الأعاصير في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، بعدما أوقع سبعة قتلى في الكاريبي وفنزويلا وخلّف دماراً كبيراً. ويترافق الإعصار مع رياح تصل في حدّها الأقصى إلى 160 كيلومتراً في الساعة، بحسب ما ذكر المركز في نشرته الأخيرة. وأشارت الأرصاد الجوية الوطنية في المكسيك إلى إعصار من الدرجة الثانية على سلّم من خمس درجات، مصحوباً برياح بسرعة 175 كيلومتراً في الساعة يُتوقَّع أن تصل إلى 220 كيلومتراً في الساعة، فيما ترتفع الأمواج ما بين ستة أمتار وثمانية.
وحذّرت حاكمة ولاية كوينتانا رو، مارا ليزاما، في تسجيل فيديو وجّهته إلى السكان: "الرجاء ملازمة منازلكم". ومن المتوقّع أن يواصل إعصار بيريل طريقه عبر شبه جزيرة يوكاتان ويعبر خليج المكسيك، قبل أن ينتقل إلى شمال غربي البلاد ثمّ إلى ولاية تكساس الأميركية. وقد أعلن المركز الوطني لمراقبة الأعاصير أنّ "إعصار بيريل سوف يضرب جنوب غربي خليج المكسيك هذا المساء، قبل أن ينتقل إلى شمال غربي المكسيك وجنوبي تكساس بحلول نهاية الأسبوع". وتشير التوقعات إلى أنّ قوة إعصار بيريل سوف تتراجع بسرعة لدى عبوره يوكاتان، "لكن من المرتقب أن يتصاعد مجدداً ببطء مع انتقاله فوق خليج المكسيك".
Here are the 10 am CDT Key Messages on Hurricane #Beryl. There is an increasing risk of hurricane-force winds, life threatening storm surge, and flooding for portions of northeast Mexico and the lower-middle Texas coast late Sunday and Monday. https://t.co/tW4KeGe9uJ pic.twitter.com/hTrYfEy8Ll
— National Hurricane Center (@NHC_Atlantic) July 5, 2024
وكانت المنتجعات السياحية في المكسيك قد ترقّبت وصول إعصار بيريل ترافقه رياح عنيفة إلى شبه جزيرة يوكاتان، بعدما ضرب جامايكا وجزر كايمان. وحذّر المركز الوطني لمراقبة الأعاصير، فجر اليوم الجمعة، من أنّ "الأحوال سوف تتدهور قريباً في شبه جزيرة يوكاتان"، مع "رياح شبيهة بالأعاصير وارتفاع خطِر في مستوى مياه البحر فيما تخلق الأمواج أضراراً"، مشيراً إلى أنّها سوف تبدأ قريباً. وفي هذا الإطار، أوضح الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أنّ تدابير تُتّخذ استعداداً للإعصار في ولاية تاموليباس المحاذية للولايات المتحدة الأميركية.ويُعَدّ بيريل الإعصار الأول الذي يبلغ الفئة الرابعة في شهر يونيو/ حزيران، وذلك منذ بداية تسجيلات المركز الوطني لمراقبة الأعاصير. وبعدما خُفّض إلى إعصار من الفئة الثالثة، واصل بيريل طريقه في اتّجاه منتجع تولوم السياحي، تصاحبه رياح تصل سرعتها إلى 185 كيلومتراً في الساعة، بحسب ما أفاد المركز الوطني لمراقبة الأعاصير، مشيراً إلى أنّ "من غير المتوقّع أن تتغيّر سرعته قبل بلوغه اليابسة".
وقد أغلقت المدارس في المكسيك أبوابها، في المنطقة المهدّدة، وجُهّزت مراكز إيواء للأهالي والسياح تحسّباً لوصول الإعصار. وفي كانكون التي تبعد مسافة ساعتَين بالسيارة عن تولوم، هرع الأهالي إلى تخزين المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية لأيام، فيما دعمت الفنادق نوافذها. كذلك أُلغيت نحو 100 رحلة داخلية ودولية، بين أمس الخميس واليوم الجمعة، في مطار كانكون الرئيسي في منطقة الكاريبي المكسيكية. ومن المتوقّع أن يضرب إعصار بيريل شبه جزيرة يوكاتان ويعبر فوق خليج المكسيك قبل أن يصل إلى ولاية تاماوليباس الشمالية المحاذية للولايات المتحدة الأميركية.
في الإطار نفسه، أُجلي مئات السياح من فنادق عند ساحل المكسيك، في حين أنّ ثمّة أشخاصاً يحاولون مغادرة المنطقة المهدّدة في حافلات. أمّا آخرون فما زالوا يستمتعون بنهار مشمس على الشاطئ، قبل أن يحسموا أمرهم ويحتموا في فنادقهم. وتقول فرجينيا ريبولار، سائحة مكسيكية قصدت تولوم مع ثلاثة من أفراد عائلتها، لوكالة فرانس برس: "ألغوا رحلتنا واضطررنا إلى دفع كلفة ليلتَين إضافيّتَين"، مشيرةً إلى أنّ "لدينا مخاوف، لكنّنا على قناعة بأنّ الناس على أهبة الاستعداد ويعلمون ما يتعيّن فعله". ويُذكر أنّ الجيش المكسيكي عمد إلى نشر نحو ثمانية آلاف عنصر في تولوم، وأعلن أنّه سوف يوزّع مواد غذائية و34 ألف لتر من مياه الشرب على الأهالي.
وكان إعصار بيريل قد سبّب فيضانات وانزلاقات تربة وسيول في جزر كايمان. وفي جامايكا، أدّى إلى قطع الكهرباء عن أكثر من 400 ألف شخص، بحسب ما ذكرت صحيفة غلينر نقلاً عن مؤسسة خدمات عامة. ووصف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اليوم الجمعة، مشاهد الدمار الذي خلّفها إعصار بيريل لدى عبوره الكاريبي، ولا سيّما في سانت فينسنت وغرينادين وغرينادا حيث دُمّرت جزيرتان. أضاف الاتحاد الدولي أنّ الفرق الوطنية شهدت مباشرة على ما خلّفته الأمطار الناجمة عن الإعصار الذي تسبّب في دمار بالكاريبي وعلى ساحل فنزويلا قبل أن يضرب المكسيك. من جهته، عبّر ملك بريطانيا تشارلز الثالث عن "أسفه العميق" إزاء الدمار الناجم عن الإعصار في منطقة الكاريبي الذي ضرب عدداً من جزر دول الكومنولث.
ويُعَدّ إعصار بيريل الأول في موسم أعاصير المحيط الأطلسي، علماً أنّ ظاهرة مناخية بهذا الحجم تأتي نادرة جداً في وقت مبكر من الموسم الذي يمتدّ من بداية يونيو حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني في الولايات المتحدة الأميركية. ويفيد العلماء بأنّ الأعاصير صارت أكثر تواتراً، وتتزايد شدّتها ومدّتها بسبب تأثير تغيّر المناخ الذي يرفع حرارة مياه المحيطات.
وقد نبّهت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية في نهاية مايو/ أيار الماضي إلى أنّ هذا الموسم سوف يكون استثنائياً، مع احتمال تسجيل أربعة أعاصير إلى سبعة من الدرجة الثالثة فما فوق. وأوضحت الإدارة أنّ هذه التوقّعات على ارتباط خصوصاً بالتطوّر المتوقّع لظاهرة لا نينيا المناخية، وكذلك بدرجات الحرارة المرتفعة جداً في المحيط الأطلسي حيث ترتفع درجات الحرارة في شماله باطّراد منذ أكثر من عام مسجّلة مستويات قياسية.
From my homeland of Carriacou hammered by #BerylHurricane to heatwaves & floods across the globe: the climate crisis is pushing disasters to record-breaking new levels.
— Simon Stiell (@simonstiell) July 2, 2024
Nations & peoples are paying a huge price. The solutions are clear:
We need much bolder climate actions. Now. pic.twitter.com/Ho3ZCh9KMs
وتعليقاً على إعصار بيريل، أفاد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل أنّ "من الواضح أنّ أزمة المناخ تدفع الكوارث إلى مستويات مدمّرة قياسية جديدة". أضاف ستيل، الذي يقيم عدد من أفراد عائلته في جزيرة كارياكو، في تدوينة على منصة إكس، أنّ "كوارث، على نطاق كان يُعَدّ في السابق ضرباً من الخيال العلمي، صارت حقائق مناخية"، مؤكداً أنّ "أزمة المناخ هي السبب الرئيسي". وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ ممتلكات والدَيه في جزيرة كارياكو تضرّرت.
(فرانس برس، العربي الجديد)