تمكّن "جهاز الأمن العام"، الذراع الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، العامل في منطقة إدلب، من إلقاء القبض على قاتلة الطفلين خالد محمد نور الحمودي البالغ من العمر ثلاثة أعوام، وابنة عمّه فاطمة عماد الحمودي البالغة من العمر عاماً ونصف العام، وهما نازحان من بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، وذلك في داخل بيت العزاء، بعد 17 ساعة من التحقيقات المتواصلة في موقع الجريمة بـ"مخيم الوفاء" الواقع ضمن تجمّع مخيمات أطمة على الحدود السورية-التركية شمالي محافظة إدلب.
وقد أكّد محمد عبد الرحمن، وزير الداخلية في ما يُسمّى "حكومة الإنقاذ" الذراع المدنية لـ"تحرير الشام"، في حديث لوكالة "أنباء الشام" المُقرّبة من الحكومة، أنّه "بعد نشر الوحدات الشرطية في الشمال السوري للتحرّي عن قاتلي الطفلين خالد وفاطمة الحمودي في مخيمات الوفاء في أطمة، واستمرار التحقيقات والاستقصاء والتحرّي لكشف ملابسات القضية، تمكنّا من القبض على الفاعلة". أضاف: "خلال التحقيق معها، اعترفت بقتل ابنَي شقيقَي زوجها محمد الحمودي الذي يعمل في صيانة الدراجات النارية"، مشيراً إلى أنّ "التحقيقات ما زالت مستمرة لمعرفة جميع ملابسات الحادثة".
ولفتت مصادر مطلّعة لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "ما كشف قاتلة الطفلين هو الدفتر الذي استخدمته في كتابة الرسالة التي وُضعت على جثتَي الطفلين بعد رميهما بالقرب من خيمة ذويهما"، موضحة أنّه "خلال تفتيش المنطقة والمخيمات، عُثر على ذلك الدفتر في بيتها".
وكانت القاتلة قد اختطفت الطفلين، عصر السبت الفائت، من أمام خيمة ذويهما في داخل "مخيم الوفاء"، وألقت جثّتيهما، مساء أمس الأحد، بالقرب من خيمتهما. وقد بدا واضحاً أنّهما قُتلا خنقاً، فيما تظهر على وجهَيهما آثار تعذيب. وقد وُجدت ورقة عُلّقت على الجثتَين كُتب عليها: "هدية حلوة للغالي أبو عوض وأبو المجد.. والقادم أصعب".
وقالت المصادر نفسها إنّ "وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ سوف يعقد مؤتمراً صحافياً، مساء اليوم الإثنين، من موقع الجريمة للكشف عن ملابسات الحادثة، في حين تشهد المنطقة انتشاراً أمنياً مكثفاً لعناصر جهاز الأمن العام".
تجدر الإشارة إلى أنّه في 28 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، وقعت جريمة مماثلة راح ضحيتها ثلاثة أطفال قُتلوا عمداً على يد والدهم، في مدينة حارم الحدودية شمالي محافظة إدلب، وذلك بسبب خلاف بين الأب وزوجته التي تركت منزلها وأقامت عند عائلتها رافضة العودة إليه.
في سياق متصل، أوضحت المصادر نفسها أنّ "مجموعة ملثّمة اعتدت بالضرب المبرح على التاجر محمد رسلان، من مدينة سراقب شرقي محافظة إدلب، وطعنته بالسكاكين وسرقت منه أمواله المقدّرة بـ 120 ألف ليرة تركية (نحو 8800 دولار أميركي) بعد منتصف ليل الأحد، عند أطراف مدينة معرّة مصرين شمالي محافظة إدلب، من دون التمكّن حتى الآن من إلقاء القبض على العصابة.
من جهة أخرى، قُتل المحامي عمر العكاش، من بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، وهو محقّق سابق لدى "هيئة تحرير الشام"، مساء أمس الأحد، إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل شخص من بلدة أورم الصغرى بريف حلب الغربي، وذلك في "مخيم السلام" بالقرب من بلدة باريشا شمالي محافظة إدلب، خلال محاولة المحامي استرداد دَين مالي من القاتل.
وقد سجّلت منطقة إدلب التي تُسيطر عليها الهيئة، منذ مطلع عام 2022، حالات خطف عدّة طاولت نساءً وأطفالاً تمّت على أيدي مجهولين بمعظمها. وقد تمكّن "جهاز الأمن العام" من إلقاء القبض على بعض الخاطفين، في حين أنّ عدداً منهم ما زال مجهول الهوية حتى اللحظة، وسط فلتان أمني متزايد تشهده المنطقة، الأمر الذي يزيد من حالات الخطف وسرقة السيارات والدراجات النارية وغير ذلك.