يسابق علماء إيطاليون الزمن لدراسة ومسح وأخذ عيّنات من أنهر جليدية واقعة في أقصى الجنوب الأوروبي قبل أن تذوب وتختفي نتيجة الاحتباس الحراري. وقد أجرى باحثون مسحاً رادارياً أولياً لنهر كالديرونيه الجليدي في جبال الأبينيني الواقعة وسط إيطاليا في 13 مارس/ آذار الجاري، وهم يخطّطون للعودة في شهر إبريل/ نيسان المقبل للتنقيب وأخذ عينات منه. ويهدف هؤلاء إلى استخراج أجزاء من النهر الجليدي وتخزينها في القارة القطبية الجنوبية لدراستها في المستقبل.
يوضح الباحث جاكوبو غابرييلي، من معهد العلوم القطبية التابع للمجلس الوطني للبحوث في إيطاليا، لوكالة "أسوشييتد برس"، أنّه "نستطيع التعرّف انطلاقاً من هذا النهر الجليدي إلى مناخ البحر الأبيض المتوسط وتاريخه البيئي". ويشير غابرييلي إلى أنّه "من خلال هذه الأنهر الجليدية، ومن خلال الاهتمام الذي نوليه لهذه البيئات الرائعة، نستطيع شرح كيفية تغيّر المناخ وكيفية تأثّر الإنسان، وما يمكننا القيام به لحماية كوكبنا".
وقد رافقت "أسوشييتد برس" غابرييلي وفريقه إلى الجبل الجليدي المغطّى بالثلوج لإجراء مسح راداري، وتابعت كيفية وصولهم إلى قمته بواسطة مروحية قبل أن يهبطوا إلى سفح جبل غران ساسو. وقد فحص الباحثون الأرض بمعدّات كهرومغناطيسية لتحديد كيفية تقسيم النهر الجليدي إلى طبقات. ومن شأن هذا المسح أن يمكّن الخبراء من تسجيل العمق والمورفولوجيا (علم التشكّل) بين الثلج والجليد وكذلك بين الجليد والصخور.
في سياق متصل، يقول ستيفانو أوربيني، الباحث في المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين والذي شارك في المسح أيضاً، إنّه "بهذه الطريقة، نستطيع قياس السماكة وإعادة بناء شكل قاع النهر الجليدي".
وبحسب ما يفيد المجلس الوطني للبحوث في إيطاليا، فإنّ الأنهر الجليدية الواقعة على ارتفاع دون 3600 متر سوف تختفي بحلول عام 2100 إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع بالوتيرة الحالية. لكنّ خبراء آخرين يقدّرون أن يذوب نهر كالديرونيه الجليدي الذي يقع على ارتفاع 2700 متر قبل ذلك بكثير، بحلول عام 2050 في حال عدم اتخاذ تدابير جذرية.
(أسوشييتد برس)