اجتياح يومي لطلاب الضفة الغربية

21 سبتمبر 2024
تعطل حواجز الاحتلال وصول الطلاب إلى مدارسهم (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحديات التعليم في فلسطين:** من بين 89 ألف طالب، تقدم 56% فقط لامتحان الثانوية العامة بسبب الشهداء وحرمان 39 ألفاً في غزة، بينما خضع 50 ألفاً من الضفة للامتحان في يونيو/حزيران.
- **العنف وتأثيره على التعليم:** الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، بما في ذلك المداهمات والهجمات الإسرائيلية، تعيق التركيز على الدراسة وتؤدي إلى تعطيل الأيام الدراسية.
- **الإبادة التعليمية:** تقرير 19 خبيراً تربوياً أشار إلى تدمير 80% من بنية النظام التعليمي، مما يهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وحرمان جيل آخر من حقوقهم في التعليم.

كان من المقرر أن يتقدم نحو 89 ألفاً من طلبة فلسطين إلى امتحان الثانوية العامة خلال العام الدراسي الماضي، إلا أن نسبة من تقدموا لاجتياز الاختبارات لم تتجاوز 56%. يجب أن يحسم من العدد الإجمالي الشهداء، وما مجموعه 39 ألفا محرومين من المشاركة في قطاع غزة، ما يعني بقاء 50 ألفاً هم طلاب في مدارس الضفة الغربية، وقد خضعوا للامتحان في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي.
يظل طلبة الضفة أفضل حالاً من زملائهم في غزة، لكنهم ليسوا على سوية مع طلاب الشهادة الثانوية العامة في أنحاء العالم. صحيح أنهم خسروا 20 من زملائهم في المداهمات اليومية التي تنفذها وحدات جيش الاحتلال والشاباك والمستعربين، لكن الأجواء التي ترافق أوضاع الضفة من قبل "طوفان الأقصى" تجعل تركيز الطلاب على دروسهم أمراً متعذراً، فعادة ما تداهم قوة إسرائيلية مدينة أو مخيماً أو قرية، وسط إطلاق الرصاص والقذائف وأزيز الطائرات المسيَّرة وهدير الآليات.
كان هذا مشهداً يومياً خلال الأشهر الأخيرة، لكن قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يكن التعليم في الضفة الغربية على سوية مقبولة، فالحواجز العسكرية التي تفصل القرى والمدن، والمعلمين والتلاميذ عن مدارسهم، تكفلت بتعطيل نسبة عالية من الأيام الدراسية، وجاء تسليح المستوطنين ومهاجمتهم القرى والبلدات،وقطع الطرق وإحراق المزارع والممتلكات لتضيف على الوضع بعداً دراماتيكياً.
وفي شهر إبريل/نيسان الماضي، أصدر 19 خبيراً تربوياً ومقرراً أممياً بياناً تحدثوا فيه عن التدمير الذي طاول أكثر من 80% من بنية النظام التعليمي، وأنه يؤشر إلى تعمد إفناء القطاع التعليمي على نحو شامل، وهو ما يعرف باسم "الإبادة التعليمية" التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلاب والموظفين، وتدمير البنية التحتية.

وأكد هؤلاء الخبراء أن تلك الهجمات لا تمثل حوادث معزولة، وإنما تعبر عن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني، وقالوا: "عندما تُدمَّر المدارس، تُدمَّر الآمال والأحلام. الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم، والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".
ومع أن البيان كان موجهاً للحديث عن الوضع في قطاع غزة، الا أن الضفة تتعرض بدورها للأحكام العرفية ولسياسات عنيفة مشابهة على الصعيد التعليمي ضمن عملية هادفة في المحصلة إلى تهجير الفلسطينيين، وحرمانهم من حقوقهم في التعليم.
وأشارت وزارة التربية الفلسطينية إلى أنها افتتحت 19 مدرسة، انتسب إليها 11 ألفاً من طلبة غزة الموجودين في الخارج للتعليم عن بٌعد، وتطوع معلمون ومديرو مدارس ومشرفون تربويون لتشغيلها، في تجسيد للمسؤولية والالتزام بالدفاع عن الحق في التعليم، وضمان توفير السبل الكفيلة لتمكين الطلبة من نيل هذا الحق.
(باحث وأكاديمي)

المساهمون