ارتفاع حصيلة وفيات المهاجرين على الحدود التونسية الجزائرية

16 مايو 2023
تحاول تونس وقف تدفق المهاجرين الأفارقة السريين إليها (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت حصيلة المهاجرين الذين قضوا على الحدود البرية التونسية الجزائرية إلى 9 وفيات بعد العثور على ثلاث جثث جديدة للمهاجرين في إحدى الغابات المتاخمة لمدينة حيدرة من محافظة القصرين.

وأُعلن اليوم الثلاثاء عن العثور على 5 جثث لمهاجرين من دول جنوب الصحراء يرجح أن تكون وفاتهم ناجمة عن الجوع والإرهاق في المنطقة الغابية، بينما تم العثور على إحدى الجثث في بئر عمقها أربعة أمتار.

وتسجّل الوفيات اليوم بعد أن جرى أمس العثور على جثث 4 مهاجرين في مناطق متفرقة من مدينة حيدرة وإنقاذ 4 آخرين تم إسعافهم بالوحدات الصحية بالمنطقة وغادروها بعد تحسن وضعهم الصحي.

من جانبه، أكد المعتمد الأول بمحافظة القصرين أحمد الحامدي، اليوم الثلاثاء، تسجيل حصيلة جديدة لوفيات المهاجرين الذين قضوا بسبب الجوع والإرهاق وسوء الأحوال جوية إلى 9، مشيرا إلى أنها "الحصيلة الأعلى التي تسجل في المنطقة بعد أن سبق أن سجلت وفيات أخرى في صفوف مهاجرين عبروا الحدود البرية بين تونس والجزائر".

وأشار الحامدي إلى أن "السلطات المحلية بصدد التنسيق مع معتمد مدينة حيدرة الحدودية والقوات الأمنية والدفاع المدني من أجل القيام بعملية تمشيط في المناطق الجبلية بالمنطقة على أمل الحصول على ناجين وتجنب وفيات جديدة"، مضيفا أن "مصالح الدفاع المدني بصدد العمل على انتشال جثة المهاجر التي عثر عليها في البئر في مستعملة عمقها 4 أمتار"، لافتا إلى أن "الجثث التي يتم رفعها توضع على ذمة الطب الشرعي من أجل إتمام الإجراءات القانونية اللازمة".

وتقع مدينة حيدرة التي سجلت فيها الوفيات السبع على الطريق الحدودية الرابطة بين تونس ومدينة تبسّة الجزائرية، وتمثل البوابة الحدودية الرئيسية التي يعبر منها المهاجرون غير النظاميين الذين ينوون الوصول إلى تونس عبر المسالك الجبلية.

ومحافظة القصرين التي يعبر منها المهاجرون نحو مدن تونسية أخرى ليست منطقة إقامة بالنسبة لهؤلاء المهاجرين الذين يواصلون طريقهم نحو المدن الساحلية، أساساً صفاقس، سواء للاستقرار أو الإعداد لهجرة بحرية نحو إيطاليا.

وأمس الاثنين، اقترح الرئيس التونسي قيس سعيد لدى لقائه بوزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتوديسي "عقد اجتماع دولي في أقرب الآجال على مستوى رؤساء الدول والحكومات، أو على مستوى وزراء الداخلية، تشارك فيه كلّ الدول المعنيّة، بما في ذلك الدول التي يتدفّق منها هؤلاء المهاجرون، حتى يُتّفق على صيغ تعاون تقضي على أسباب الهجرة غير النظامية، من دون الاقتصار فقط على معالجة النتائج والآثار".

وقال سعيد في بيان نشرته الرئاسة التونسية على صفحتها الرسمية إن "أعداد الضحايا تتضاعف يوماً بعد يوم، وثمّة شبكات إجرامية تستغلّ الظروف اللاإنسانية لمن تقطّعت بهم السبل نتيجة الفقر واليأس، وتتلقّفهم للاتّجار بهم"، معتبرا أن "القضاء على أسباب الهجرة غير النظامية هو الطريق الأنجع لوضع حدّ للهجرة غير النظامية"، موضحاً أنّ "تونس تعاني بدورها من هذه المأساة، والحلّ لا يمكن أن يكون إلا جماعياً وفقاً لمقاربة جديدة".

ويقدر منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية عدد المهاجرين المفقودين في حوادث غرق قبالة السواحل التونسية هذا العام بأكثر من 500 مهاجر.

المساهمون