عقد مركز مدى الكرمل مؤتمراً بعنوان "الفلسطينيون في إسرائيل.. مقاربات سياسية واجتماعية بين جائحة كورونا والانتفاضة الراهنة"، في مدينة أم الفحم. وافتتح المؤتمر بندوة قدّمها مدير عام مركز مدى، مهند مصطفى.
وعرض مصطفى استطلاعاً في مؤتمر "مدى الكرمل"، حول العامل المركزي لاندلاع الهبّة الشعبية. 57 بالمائة قالوا إنّ أحداث المسجد الأقصى والشيخ جراح كانت خلف هذه الهبّة، بينما 18 بالمائة قالوا إن السبب هو الغضب من تخاذل شرطة الاحتلال في مواجهة العنف، و17 بالمائة رأوا أنّ تمييز الدولة تجاه المواطنين العرب في كلّ مجالات الحياة هو السبب الرئيس.
وفي السياق، قال مهند مصطفى: "بحسب استطلاع الرأي الذي قمنا به، فإنّ أغلب الفلسطينيين في إسرائيل يعتقدون أنّ السبب المركزي لاندلاع الهبّة الشعبية في المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر، هو أحداث القدس والأقصى، وهذا نابع ليس فقط من رمزية القدس الدينية والوطنية، إنما هو نابع من الممارسات الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية في القدس، وهي شبيهة بتلك الممارسات التي تحدث في النقب واللد والرملة والمدن الساحلية ومجمل البلدات الفلسطينية. لذلك فإن القدس شكلّت نقطة اللقاء التي توحد حولها الشعب الفلسطيني".
وأضاف مصطفى: "لذلك هذه الهبّة الشعبية جاءت كي تخرج ضد محاولة القطع ما بين الفلسطينيين في إسرائيل وما بين القضية الفلسطينية. وإذا ما قارناها مع الهبة التي حصلت عام 2000، نجد أنّ تلك الهبة جاءت كنتاج لهذا الوصل ما بين الفلسطينيين في إسرائيل وبين القضية الفلسطينية. والهبة الأخيرة جاءت ضدّ هذا القطع الذي حصل في السنوات الأخيرة ما بين الفلسطينيين في إسرائيل وبين القضية الفلسطينية".
وعن طلب المجتمع الفلسطيني الحماية الدولية وقرار هيئة الأمم المتحدة حول الموضوع، قالت نادرة شلهوب كيفروكيان، رئيسة الهيئة الإدارية في مدى الكرمل: "أن يتحدث تقرير سنوي عن العنصرية داخل إسرائيل ووضع الفلسطينيين في المناطق الجغرافية المختلفة، خاصة ضمّ فلسطين 48، هو تغيير مهم جداً وقضية بالغة الأهمية. وأنا أعتقد أنه أصبح هناك وعي عالمي لوضعنا كفلسطينيين في الداخل، وأصبحوا يروننا، وصارت السردية الفلسطينية في الداخل، في حيفا ويافا واللد والناصرة، مسموعة. وأعتقد أيضاً أنّ سرديتنا حول الاستيطان الاستعماري أصبحت تجد لها صدى، بالتالي هناك حاجة للنظر إلى عنصرية الدولة، خاصة أنّ الهدف الأساسي عندما نتحدث عن قضايا تُطرح في المنبر العالمي، ليس فقط إظهار صوتنا، إنما أيضاً إبراز الهزيمة القوية الأخلاقية لدولة إسرائيل. الهزيمة ليست فقط سياسية، إنما هي أخلاقية، إذ هم يتحدثون لأول مرة عن التفرقة العنصرية".
وعقّب النائب سامي أبو شحادة، وهو من القائمة المشتركة، في الجلسة الأولى، وهي بعنوان "العسكرة تجاه المجتمع الفلسطيني بين جائحة كورونا والانتفاضة الراهنة"، قائلاً: "توجد أنظمة رقابة بشكل دائم، وهذه الأنظمة لا تراقب فقط، بل هي تؤثر علينا في كلّ مجالات الحياة".
وأضاف أبو شحادة: "أولاً هؤلاء هم الإعلام الإسرائيلي، وأغلبيتهم درسوا الإعلام في الجامعة، بل بدأوا العمل في إذاعة الجيش الإسرائيلي. أغلب الإعلاميين يأتون من الجيش. هذه دولة جيش كبير عنده دولة صغيرة، وهم مرتبطون بالجامعات، إذ إن جزءا كبيرا من المال في الجامعات يأتي من الجيش، وما يفعلونه في دوائر الفيزياء والرياضيات والعلوم هناك، له علاقة مباشرة أيضاً بهذا الموضوع. يوجد جيش كبير، أغلق على كل شيء في الدولة، ولذلك كان هناك نقاش سياسي حول تدخّل الجيش وأجهزة الأمن في حياة الفرد والمواطن قبل أزمة كورونا. وخلال هذه الأزمة، أصبح النقاش في هذه المرحلة نقاشا سطحيا جدا. و"السلطات الإسرائيلية" ترى أنّ ذلك منطقي جدا".
من جهته، عقّب النائب السابق في القائمة المشتركة، يوسف جبارين، على العسكرة والهبة الأخيرة بالإشارة إلى أنّ البند 7 من قانون القومية ينصّ على أنّ المواطن العربي غير مرغوب به، وجاء التعبير عن ذلك في الهبة الأخيرة من خلال مطاردة المواطن العربي في المدن التاريخية والساحلية في الداخل الفلسطيني.