لم تكد السلطات الجزائرية تلقي القبض على المتورطين في اعتداء على مقر إقامة معلمات في منطقة برج باجي مختار، أقصى جنوب الجزائر، حتى تكرر الأمر بجريمة مماثلة على إقامة للمعلمات في منطقة بسكرة جنوبي البلاد.
واقتحم لصوص مقر إقامة المعلمات، فجر السبت، بغرض السرقة باستغلال تنقل أغلب المعلمات إلى منازل عائلاتهم، في عطلة نهاية الأسبوع، حيث لم تكن في الإقامة سوى معلمتين تم تهديدهما بالسلاح الأبيض، ومنعهما من الحركة أو طلب النجدة، قبل سرقة الأغراض الثمينة في الإقامة، كالأموال والذهب والهواتف والحواسيب.
وزاد الحادث تعميق جراح الأسرة التربوية التي لم تفق بعد من صدمة ما حدث الأسبوع الماضي، ما دفع نقابات التعليم إلى مطالبة الحكومة لبدء التفكير في مشكلة نقل المعلمات للعمل في ولايات خارج إقامتهن الأصلية، بعيداً عن أهاليهن وأسرهن، وإنهاء هذه المعاناة، خاصة في ولايات الجنوب.
وفي نفس السياق، عبّرت مجموعة من نقابات التربية والتعليم في منطقة برج باجي مختار، عن استيائها من مستوى التعامل الحكومي مع الاعتداء الذي تعرضت له تسع أستاذات في المنطقة، حيث تم اغتصاب عدد منهن، وسرقة أغراضهن، قبل أن تلقي السلطات القبض على المتورطين في الحادث، وذكرت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية أن "الأسرة التربوية سترد على ما تراه تهميشاً لحجم الكارثة عن طريق تنظيم وقفة احتجاجية غدا أمام مقر الولاية".
وتوعد تكتل النقابات المستقلة بمقاطعة الامتحانات الفصلية في حالة عدم تدارك السلطات للطريقة التي عالجت بها الحادث، ووصفتها بـ"التهميش والتمييز لمنطقة حدودية تحتاج لكل الاهتمام، خاصة أن قطاع التربية يعيش حالة غليان، نظراً لحجم وبشاعة الكارثة المسجلة في حق أستاذات يقمن بواجب النهوض بقطاع التربية في أبعد المناطق وأكثرها عزلة".
وكانت النقابات قد استنكرت طريقة تعاطي السلطات مع الحادث، حيث لم يكلف وزير التربية محمد واجعوط نفسه زيارة المنطقة لدعم المعلمات الضحايا، واكتفى بتصريح وصف بأنه "غير كاف، وغير مقبول، وعزز الشعور لدى المعلمين في هذه المنطقة الصحراوية وأهاليها بالعزلة، وبتخلي السلطات عنهم".
وأمس الجمعة، أعلنت السلطات الجزائرية اعتقال تسعة أشخاص متورطين في الاعتداء على المعلمات في برج باجي مختار، وكشف القضاء أن التحريات دلت سريعاً على المشتبه فيهم، والذين تم توقيفهم بأسرع وقت ممكن، وتم تفتيش منازلهم، واسترجاع بعض المسروقات، مشيراً إلى أن التحريات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية عقب الاعتداء، تضمنت اعتداء جنسياً على إحدى المعلمات، وسرقة بعض المقتنيات، ومبالغ مالية، والضرب، والتهديد، والرعب النفسي.