"أخيراً عدت إلى بيتي وإخوتي بعد 22 عاماً من الظلم والقهر والتعذيب النفسي والجسدي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تركت خلفي أبطالاً ينتظرون وعد المقاومة لهم بالحرية"، هذا ما قاله الأسير الأردني المحرر عبدالله أبو جابر لـ "العربي الجديد"، بعد معانقته للحرية.
وأضاف الأسير الذي أفرج عنها الثلاثاء الماضي: "22 سنة مضت من عمري، خضت فيها إضرابين عن الطعام آخرهما كان 79 يوماً، مارس الاحتلال عليّ أبشع أنواع العذاب النفسي لمحاولة فكّ إضرابي سنة 2015 كانوا يدخلون عليّ بأشهى أنواع الطعام والشراب، ومن ثم الضرب والصعق بالكهرباء إلى أن انتصرت إرادتي بنقلي من العزل الانفرادي إلى الغرف مع إخواني الأسرى".
وعن لحظات اعتقاله الأولى، أوضح "كانت بتهمة المساهمة للقيام بعملية استشهادية في تل أبيب راح فيها أكثر من 5 جنود صهاينة في تفجير حافلة أثناء انتفاضة الأقصى عام 2000، ذقت في البدايات شتى صنوف التحقيق القاسي والشبح لمدة تزيد عن شهرين".
وبيّن الأسير المحرر، أنّ الاحتلال يحاول قهر حرية الأسرى بشتى الطرق، "لكن هيهات فنفوسنا قوية وستبقى الحرية موعدنا، والاحتلال زائل بإذن الله وأملنا بالله والمقاومة لتحرير باقي الأسرى".
ويناشد أبو جابر الحكومة للسعي للإفراج عن الأسرى الأردنيين والفلسطينيين، والتوحد مع المقاومة لعقد صفقة أسرى مشرّفة تقديراً لجهود أبطال ضحوا بحياتهم من أجل الوطن.
من جهته، عبّر شقيق الأسير الأردني محمد أبو جابر لـ "العربي الجديد" عن فرحته العارمة بلقاء أخيه بعد أكثر من 20 عاما قضاها في سجون الاحتلال. ويفتخر محمد بشقيقه البطل الذي نفذ عملية بطولية ضد الاحتلال مطلع الانتفاضة الثانية.
كما وجّه الشكر إلى جميع من ساهموا في الإفراج عن شقيقه، متمنيا أن تعمّ الفرحة بيوت أهالي الأسرى الأردنيين بحرية أبنائهم.
يذكر أن عبد الله أبو جابر هو واحد من بين 22 أسيراً أردنياً ممن كانت تعتقلهم السلطات الإسرائيلية، وتعيش عائلته في مخيم البقعة، شمالي العاصمة الأردنية عمّان، بعدما نزحت عام 1948 من مناطق بئر السبع المحتلة، لتستقر في أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في البلاد.