تواجه الطيور أخطاراً عديدة في الأسر (البيوت وحدائق الحيوانات) مثل إطعامها التمر الذي قد يخنقها، أو إعطائها طعاماً يعتبر ساماً لها. العديد من الطيور تتناول الموز من دون أية مشاكل ما عدا بعض أنواع عصفور التناغر، التي ما إن تتناول منها قضمة واحدة حتى تقع ميتة. وهناك الكثير ممن يقتنون طائراً ويضعونه إلى جانبهم على طاولة الطعام، فيعطونه بعض الفتات. لكنّ في أطعمة المائدة أنواعاً كثيرة تضر بالطيور بل قد تكون قاتلة لها، أهمها الشوكولاتة التي تضر بالجهاز الهضمي للطيور وتسبب لها تقيؤاً وإسهالاً وضرراً بالجهاز العصبي، وبالتالي نوبات عصبية تنتهي بالموت.
أما بذور التفاح، فتعد سامة بالنسبة للعصافير لأنها تحتوي على السيانيد. وبما أننا نتحدث عن الفاكهة فينبغي التنبه إلى أن قشور الفاكهة قد تحوي آثاراً من المبيدات الحشرية التي إن لم تؤثر على الإنسان فسوف تؤثر على الطائر نسبة لصغر حجمه. ومن المعروف أيضاً أن قشرة الأفوكادو تتسبب بفشل عمل القلب وبالتالي تؤدي إلى نفوق الطائر.
ويجب ألا ننسى أن الملح على الطعام قد يؤدي إلى فشل كلوي عند الطيور. وهنا لا بد من ذكر أن بعض محلات الطيور تستخدم عظمة الصبيدج التي يلفظها الموج على الشاطئ كطعام في أقفاص الطيور لتزويد الطائر بالكلس الذي يتسبب نقصه عند الطائر بعملية تفريخ فاشلة. هذه العظمة عادة ما تكون مالحة الطعم وتدخل إلى جسم الطائر بكميات بسيطة ولكنها تتراكم به بعد فترة ليصاب بعطش شديد يتبعه نشف في الجسم وفشل كلوي مميت. وهناك أيضاً الطيور التي تلتقط البطاطس المقلية المملحة في المطاعم من تحت طاولة الزبائن في العراء فتصاب بضعف في وظائف الكلى وبالتالي تموت في فترة وجيزة. هناك أطعمة أخرى على المائدة تناسب الإنسان ولكنها لا تناسب الطيور وتعطل عمل الكبد مثل الفطر سواء كان نيئاً أو مطبوخاً. ويستخدم البعض الفاصولياء المطبوخة بأنواعها لعلاج الطيور باعتبار أن تأثيرها جيد على الجهاز الهضمي كونها تنظفه وتهدئ الجهاز العصبي. أما حبوب الفاصولياء الجافة، فالبعض يقدمها إلى الببغاوات أو الدواجن من دون أن يدري أنها تحتوي عل سم قوي يسمى هيماغلوتينين.
أما البصل الذي ينكه به الطعام فهو مقبول عند الطيور ولكن كثرته تؤدي إلى التقيؤ والإسهال وتتسبب بمشاكل هضمية للطيور وفقر دم تتبعه اضطرابات تنفسية ثم الموت. من جهة أخرى، لا بد من الإشارة إلى أن المشروبات الاعتيادية عند الناس مثل تلك الغازية والقهوة والشاي تحتوي على كافيين، الذي لو أعطي للطيور فإنه يسبب لها قصوراً في القلب وسرعة في دقاته وعدم انتظامها وبالتالي توقف القلب. فبدلاً من إعطاء طيور المنازل مادة الكافيين في الشاي البارد أو في المشروبات الغازية، يفضَّل إعطاؤها عصير فواكه أو خضاراً تتناسب مع تذوقها وتزودها بالفيتامينات والمعادن المناسبة. وتعتبر البندورة (الطماطم) والبطاطس والباذنجان ذات مذاق جيد عند الطيور ولكن الأوراق والعروق أي الأجزاء الخضراء فيها تعتبر سامة ويتوجب على الإنسان التنبه إلى ذلك كي يحافظ على سلامة عصافيره، إذ تحتوي على كريستال الأوكزلات، ما يؤدي إلى تكوّن بحص خشن يجرح الكلى.
أما الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان فضارة بالنسبة للطيور التي لا تستطيع هضم مادة اللاكتوز، ما يؤدي إلى إسهال شديد لديها. وبما أن هناك أناساً يضعون في حديقة المنزل مشارب فيها ماء وعسل أو ماء وسكر عضوي لجلب العصفور الطنان، فيجب أن يعرف هؤلاء أن جميعها خطرة على هذا النوع من الطيور لأنها تدخل إلى جسمه فطريات (من العسل) أو حديداً عالي التركيز (من السكر العضوي). فلجأ آخرون إلى وضع محلول حلو المذاق ومن دون سكر، كالذي يستخدمه الناس كمحلٍّ، الأمر الذي أحدث لدى الطيور الطنانة هبوطاً في سكر أجسامها وتلفاً في كبدها.
هذه هي إذاً أهم المخاطر على صحة الطيور وعلى المرء الاستعلام عن كل شيء قبل إطعامها مواد ليست على لائحة طعامها. وأخيراً، نود الإشارة إلى أنه ليس هناك من صحة للادعاء بأن الزيتون سام ويقتل الطيور، ذلك لأن حقول الزيتون في حوض المتوسط يزورها عدد كبير من الطيور التي تبتلع ثمار الزيتون وإن لم تستطع ذلك فتأكله بنقره عدة مرات لكونه يعطيها طاقة تمكنها من السفر لمسافات طويلة في موسم الهجرة.
(متخصص في علم الطيور)