كشف مسؤول عراقي، الإثنين، أن مساحات واسعة من أراضي البلاد ملوثة بالألغام والمقذوفات التي خلفتها الحروب المختلفة على مدار العقود الأربعة الماضية.
وقال مدير دائرة شؤون الألغام التابعة لوزارة البيئة العراقية، ظافر محمود خلف، لوسائل إعلام محلية، إن مساحات تتجاوز 2880 كيلومتراً ما زالت ملوثة بألغام ومقذوفات حربية مختلفة على الرغم من أن الأعوام الماضية شهدت تطهير نحو 52 في المائة من المساحات التي كانت ملوثة، مشيرا إلى أن محافظة البصرة هي الأكثر تضررا.
وتابع خلف: "يمثل تلوث الأراضي بالألغام والمقذوفات الحربية خطورة على حياة المواطنين، كما يحد من الأنشطة الصناعية والزراعية، إن لم يوقفها، وتواصل وزارتا الدفاع والداخلية أعمال تطهير تلك المساحات، لا سيما في محافظات البصرة وميسان وذي قار والديوانية، فضلا عن أعمال التطهير في المناطق المحررة لتأمين سلامة الأسر العائدة إلى مناطقها في محافظات نينوى والأنبار وكركوك، وبدعم من منظمات دولية".
وأوضح أن "عناصر تنظيم داعش الإرهابي استخدموا عبوات صعبة التفكيك، فضلا عن تسبب تقادم زرع الألغام في صعوبة عملية التخلص منها، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على الفرق التي تتولى تفكيكها".
ومنذ ثمانينيات القرن الماضي يخوض العراق حروبا متكررة خلفت مساحات واسعة من الألغام، وأعدادا كبيرة من المقذوفات، فضلا عن القذائف التي لم تنفجر التي خلفتها سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة من البلاد في الفترة من 2014 إلى 2017.
وأكدت وزارة البيئة العراقية، الشهر الماضي، وضع خطة حكومية للتخلّص من مشكلة الألغام والأجسام المتفجّرة التي خلّفتها الحروب والأزمات الأمنية السابقة، مؤكّدة أنّ الخطة تهدف إلى إنهاء الأزمة بحلول عام 2028.
وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، قالت منظمة "يونيسف" في بيان، إنّ الألغام والمقذوفات غير المتفجرة تسبّبت بمقتل 35 طفلاً وتشويه 41 آخرين في العراق منذ مطلع عام 2021.