قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الجمعة، إنّ "التصعيد العسكري المستمر في غزة أدى إلى معاناة ودمار كبيرين، وأودى بحياة أعداد كبيرة من المدنيين بمن فيهم، وبشكل مأساوي، الكثير من الأطفال".
وجاءت تصريحات غوتيريس على لسان الناطق الرسمي باسمه، ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وحذر دوجاريك من أنه "يمكن للقتال أن ينفلت ويؤدي إلى أزمة إنسانية وأمنية لا يمكن احتواؤها وأن يفاقم التطرف، ليس فقط في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، ولكن في المنطقة ككل"، على حد قوله.
وناشد دوجاريك بأن تسمح الأطراف بجهود الوساطة بهدف إنهاء القتال على الفور، وأكد أنّ الأمم المتحدة تعمل في سياق جهود الوساطة، والتي تعتبر ضرورية أيضاً لتقديم المساعدة الإنسانية الماسة للأشخاص المتضررين في غزة.
وكرر تأكيد الأمين العام على أنّ "الحل السياسي النهائي سيؤدي إلى سلام مستمر"، كما أعاد التأكيد على التزامه، بما في ذلك عبر الرباعية، بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى حل على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية.
وفيما يخص الوضع الإنساني في غزة، تقدر الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 12 ألف فلسطيني اضطروا لمغادرة منازلهم خلال الأيام الأخيرة داخل قطاع غزة، وجزء كبير منهم لجأ إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، حيث توجد 28 مدرسة تابعة للأونروا مفتوحة لاستقبالهم وتزويدهم بالغذاء والمعونات الأساسية.
وذكر دوجاريك في هذا السياق أنّ صندوق المساعدات الإنسانية، التابع للأمم المتحدة الخاص بفلسطين المحتلة، يشكو من نقص حاد في التمويل، حيث لم يحصل إلا على 29% مما يحتاجه، وتحدث كذلك عن استمرار انقطاع الكهرباء في القطاع ما بين 8 إلى 12 ساعة يومياً، وقال إن ذلك يؤثر سلباً كذلك على خدمات المياه والصرف الصحي.
وأكد أن مجهودات الأمم المتحدة، حالياً، "تركز على خفض التصعيد والوقف الفوري للاعتداءات، وإيصال المساعدات لهؤلاء الذين بحاجة إليها والعودة إلى العملية السياسية"، مشدداً على "ضرورة أن تستخدم الدول، في المنطقة وخارجها، نفوذها على الأطراف لوقف الأعمال العدائية والتوصل للسلام وتهدئة الوضع".
ورداً على أسئلة حول عدم حديث الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحاته عن استخدام إسرائيل المفرط للقوة ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث استخدمت إسرائيل 160 طائرة مقاتلة وأطلقت 450 صاروخاً ضد أهداف في قطاع غرة خلال ساعة واحدة، قال دوجاريك "لقد كنا واضحين حول عدد من النقاط، بما فيها أنه على إسرائيل أن تمارس سياسة ضبط النفس، وتضبط استخدام القوة في عملياتها العسكرية، كما قمنا بإدانة استخدام الصواريخ وإطلاقها بشكل عشوائي على مناطق سكنية من قبل جماعات مسلحة، سواء كانت حماس أو غيرها. نريد أن نرى نهاية لمعاناة المدنيين وللدمار الذي نراه الآن، وهذا هو الهدف مما نقوله علناً ومن مساعينا الدبلوماسية".
وحول عدم إدانة غوتيريس لمقتل الفلسطينيين وبأشد العبارات بمن فيهم 31 طفلاً و19 امرأة، في حين أدان وبأشد العبارات وبشكل واضح إطلاق الصواريخ من القطاع تجاه إسرائيل، قال دوجاريك رداً على ذلك "لقد قمنا بإدانة موت جميع المدنيين".
وحول اجتماع مجلس الأمن المفتوح لنقاش آخر التطورات الذي سيعقد الأحد وما يتوقعه الأمين العام من ذلك الاجتماع، قال دوجاريك "ما زلنا نعمل على التفاصيل، ومن سيشارك من قبلنا بالاجتماع، نأمل أن نرى صوتاً موحداً للدول الأعضاء في المجلس لخفض التصعيد ووقف العمليات العدائية، والعودة إلى المسار السياسي لإيجاد حل لهذا الصراع المستمر منذ مدة".
إلى ذلك، وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نقلاً عن المكتب الإعلامي للحكومي في غزة "فإن أضراراً فادحة أصابت الممتلكات المدنية الواقعة في مناطق مكتظة بالسكان في جميع أنحاء غزة، حيث دمر أكثر من 500 وحدة سكنية أو لحقت الأضرار الجسيمة بها، وأصيبت 2100 وحدة سكنية على الأقل بأضرار طفيفة".
كما أشارت الأمم المتحدة إلى "تدمير 14 برجاً سكنياً ومنزلًا ووقوع أضرار فادحة أو جزئية بـ 23 مدرسة، وبعض مراكز الرعاية الصحية بسبب القصف المكثف".
ولفت الانتباه إلى أن "محطة تحلية مياه البحر في شمال غزة ما زالت متوقفة عن العمل لليوم الثالث على التوالي، مما يلحق الضرر بنحو 250 ألف شخص، فيما يعاني 150 ألف شخص آخر من محدودية إمكانية الحصول على المياه المنقولة بالأنابيب بسبب تزايد حالات انقطاع الكهرباء تصل إلى 8 إلى 12 ساعة".
وأكد المكتب أن "حالة انعدام الأمن الراهنة تفرض قيوداً كبيرة على تقديم الخدمات الأساسية، بما يشمل الاستجابة المتواصلة لجائحة كورونا، حيث شهد عدد الفحوصات تقليصاً هائلاً، ولا يملك الناس القدرة على الوصول إلى منشآت العلاج والتطعيم بأمان".
وأردف بيان المكتب أنه "منذ 10 مايو/ أيار، لا تزال السلطات الإسرائيلية تغلق معبري إيريز حتى أمام العاملين في المجال الإنساني والمساعدات، ومعبر كرم أبو سالم أمام عبور البضائع، وما زالت جميع أعمال الصيد محظورة قبالة ساحل غزة، ومعبر رفح وبوابة صلاح الدين مع مصر مغلقان بسبب عطلة عيد الفطر".