الأمم المتحدة: الجوع والنزوح وتفشّي الأمراض "مزيج قاتل" في حرب السودان

20 سبتمبر 2024
في أحد مخيمات النزوح في القضارف، شرق السودان، 14 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأنّ الجوع والنزوح وتفشّي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً" يتسبّب في "عاصفة مثالية لخسارة كارثية في الأرواح" بهذا البلد المنكوب.

وأوضح المكتب الأممي، مساء أمس الخميس، في آخر تحديث له حول الأوضاع وسط حرب السودان المستمرّة منذ أكثر من 17 شهراً، أنّ برنامج الأغذية العالمي يعمل على مدار الساعة ليتمكّن من بلوغ 8.4 ملايين شخص بحلول نهاية عام 2024، من أجل التغلّب على الجوع في البلاد. وأضاف أنّ البرنامج قدّم، منذ بداية العام الجاري، مساعدات إلى أكثر من خمسة ملايين شخص، بمن فيهم 1.2 مليون في إقليم دارفور، غربي السودان.

يُذكر أنّه وسط الجوع المهيمن على البلاد، فإنّ المجاعة كانت قد أُعلنت في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور بناءً على ما خلصت إليه لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة في الأوّل من أغسطس/ آب الماضي، مع العلم أنّ المخيم يؤوي نحو نصف مليون نازح. وتُسجّل ظروف مماثلة ربّما في مواقع أخرى بالمنطقة.

من جهتها، تواصل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، نقل إمدادات التغذية المنقذة للحياة الكافية لعلاج نحو 215 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في السودان. وقد قدّمت المنظمة وشركاؤها لنحو 6.6 ملايين طفل وأسرهم مياه شرب مأمونة خلال العام الجاري، وذلك في وقت يتفاقم فيه تفشّي عدد من الأمراض، بما في ذلك الكوليرا.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية، مساء الخميس، ارتفاع الإصابات بالكوليرا، وسط حرب السودان المتواصلة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، إلى أكثر من 11 ألفاً و79 إصابة، من بينها 348 وفاة، وذلك في تسع ولايات من أصل 18 منذ أغسطس الماضي. وفي الثاني عشر من ذلك الشهر، أعلنت السلطات الصحية الكوليرا وباءً في البلاد.

وإلى جانب الكوليرا، أعلنت وزارة الصحة السودانية رصد 232 حالة اشتباه بحمّى الضنك في خمس ولايات من أصل 18، من بينها وفاتان في ولاية البحر الأحمر، شرقي البلاد. أمّا الولايات الخمس فهي الخرطوم (وسط)، وكسلا والبحر الأحمر والقضارف (شرق)، وشمال كردفان (جنوب).

وفي إطار التحديث نفسه، بيّن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنّ الأطفال يمثّلون نحو نصف عدد الأشخاص الذين اضطرّوا إلى الفرار من ديارهم، والذين يفوق عددهم عشرة ملايين، منذ اندلاع حرب السودان ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). إلى جانب هؤلاء، عبر نحو مليونَين من هؤلاء المهجّرين إلى البلدان المجاورة، وهناك تقدّم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدعم العاجل لهم.

وشرح المكتب الأممي أنّ مفوضية اللاجئين تقدّم خدمات الحماية الأساسية للاجئين إلى البلدان المجاورة، وتساعد في نقل الأعداد الهائلة من الوافدين الجدد بعيداً عن المناطق الحدودية إلى أماكن أكثر أماناً في تلك البلدان، لكنّه أشار إلى أنّ الجهود المبذولة يعرقلها بشدّة نقص التمويل والفيضانات وانعدام الأمن. وتابع المكتب أنّ تمويل خطة هذا العام، التي تُقدَّر بـ1.5 مليار دولار أميركي لدعم الاستجابة الإقليمية للاجئين في سبع دول مجاورة، لم يصل إلى ربع المبلغ المطلوب، إذ لم يُجمَع إلا 347 مليون دولار فقط.

أمّا بخصوص تمويل الاستجابة في داخل السودان، فقد أتى بأقلّ من النصف، إذ تلقّت خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2024 نحو 1.3 مليار دولار فقط من أصل 2.7 مليار دولار مطلوبة للوصول إلى نحو 14.7 مليون شخص في البلاد حتى نهاية العام الجاري.

وفي إطار الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب حرب السودان المتواصلة وعدم كفاية الإمدادات المخصّصة للمنكوبين في البلاد، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في المؤتمر الصحافي اليومي في مقرّ المنظمة الأممية في نيويورك، أمس الخميس، إنّ أكثر من 113 شاحنة مساعدات دخلت السودان من تشاد من خلال معبر أدري، وذلك مذ أعادت السلطات السودانية فتحه في أغسطس الماضي.

وأضاف دوجاريك أنّ خمس شاحنات أخرى اجتازت هذا المعبر، أوّل من أمس الأربعاء، وهي تحمل إمدادات مخصّصة إلى أكثر من 250 ألف شخص في السودان، تشمل مواد غذائية ومستلزمات إيواء ومستلزمات طبية وغيرها من المواد التي تُعَدّ الحاجة إليها ملحّة.

من جهة أخرى، أفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بأنّ اجتماعاً وزارياً رفيع المستوى سوف يُعقَد يوم الأربعاء المقبل في 25 سبتمبر/ أيلول الجاري، بشأن الأزمة المتصاعدة في السودان والمنطقة. وأوضح دوجاريك أنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يستضيفان هذا الحدث، إلى جانب مصر والسعودية والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

المساهمون