أطلقت الأمم المتحدة خطة تمتدّ على 10 سنوات تهدف إلى الحفاظ على لغات الشعوب الأصلية وحمايتها من الانقراض، فالمنظمة تعمد إلى مناصرة هذه الشعوب التي تُعَد وريثة ثقافات فريدة.
وتشير التقديرات إلى أنّ أكثر من نصف لغات العالم سوف تنقرض بحلول نهاية هذا القرن، علماً أنّ الشعوب الأصلية تشكّل أقلّ من ستة في المائة من سكان العالم، لكنّها تتحدّث أكثر من أربعة آلاف لغة من إجمالي 6700 لغة في العالم تقريباً، وفقاً لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، أفاد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي بأنّ الحفاظ على لغات الشعوب الأصلية ليس مهماً لهذه الشعوب وحدها، بل للبشرية جمعاء. وأوضح أنّه "مع انقراض كلّ لغة أصلية، تنقرض معها الفكرة، أي الثقافة والتقاليد والمعرفة التي تحملها"، مشدّداً على أنّ "هذا مهمّ لأنّنا في حاجة ماسة إلى تحوّل جذري في الطريقة التي نتّصل من خلالها مع بيئتنا".
In his opening remarks @UN_PGA said, “every two weeks an indigenous language dies,” adding that “this should ring our alarms.”
— Paulina Kubiak Greer (@KubiakPG) December 16, 2022
Kőrösi quoted American linguist Michael Krauss and said, “when a language goes extinct, it's like dropping a bomb on the Louvre.” https://t.co/UlFeWpLzTs
أضاف كوروشي أنّ الشعوب الأصلية هي الوصية على نحو 80 في المائة من التنوّع البيولوجي المتبقّي في العالم، مشيراً إلى أنّ "لغة أصلية واحدة تموت كلّ أسبوعين"، الأمر الذي "يستوجب دقّ ناقوس الخطر". يُذكر أنّ كوروشي كان قد شارك أخيراً في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع الحيوي (كوب 15) الذي عُقد من مدينة مونتريال الكندية، وهو على قناعة بأنّه "إذا أردنا حماية الطبيعة بنجاح، فيجب علينا الإنصات إلى الشعوب الأصلية، ويجب علينا القيام بذلك بلغاتها".
وقد حثّ رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة البلدان على العمل مع مجتمعات السكان الأصليين لحماية حقوقهم، مثل الوصول إلى التعليم والموارد بلغاتهم الأصلية، وضمان عدم استغلال معارفهم، متابعاً "ربّما الأهم من ذلك هو التشاور بطريقة هادفة مع الشعوب الأصلية، والمشاركة معها في كلّ مرحلة من مراحل عمليات صنع القرار".
وخلال فعالية إطلاق العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية لمساعدة هذه اللغات على البقاء وحمايتها من الانقراض، عرض أشخاص من السكان الأصليين وسفراء لدى الأمم المتحدة حججاً بشأن أهمية حماية اللغات الأصلية والحفاظ عليها.
من بين المتحدّثين خلال إطلاق العقد الدولي، مريم واليت ميد أبو بكرين، طبيبة من مالي تدافع عن الشعوب الأصلية في أفريقيا، لا سيّما الطوارق، وقد حثّت على "تحقيق العدالة الثقافية اللغوية للشعوب الأصلية"، الأمر الذي "يساهم في المصالحة والسلام الدائمَين". وأعربت عن أملها أن يُتوَّج العقد الدولي باعتماد اتفاقية للأمم المتحدة، تمكّن "كلّ امرأة من الشعوب الأصلية من ملاعبة طفلها بلغتها الأصلية، وكلّ طفل من أبناء الشعوب الأصلية من اللعب بلغته، وكلّ شاب وبالغ من التعبير عن نفسيهما والعمل بأمان بلغتيهما، بما في ذلك في المساحات الرقمية"، فيما تحرص على "التأكد من أنّ كلّ شيخ قادر على نقل تجربته بلغته".
(العربي الجديد، قنا)