صرّح المفوض الأوروبي المكلّف إدارة الأزمات يانيس ليناريتش، اليوم الأحد، بأنّ "التقديرات تشير إلى أنّ سبعة ملايين أوكراني سوف ينزحون" من بلادهم على خلفية الغزو الروسي. أضاف "نشهد ما قد يتحوّل إلى الأزمة الإنسانية الكبرى في قارتنا الأوروبية منذ أعوام عدّة".
وفي هذا الإطار، أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية يلفا جوهانسون، اليوم الأحد، أنّ التكتل يحتاج إلى الاستعداد لاستقبال ملايين اللاجئين من أوكرانيا. أضافت أمام الصحافيين في بروكسل أنّها كانت مؤيّدة لفكرة تفعيل "آلية الحماية المؤقتة" في الاتحاد لتأمين المأوى للذين سوف يصلون إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2001، كانت هذه الآلية أساس استجابة التكتل لتدفق جماعي هائل للنازحين واللاجئين خلال الحرب في يوغوسلافيا والصراع في كوسوفو. وبموجب قواعدها، يتمّ منح المهجّرين من دول ليست من ضمن التكتل حماية فورية مؤقتة.
وقد اجتمع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، لإجراء محادثات طارئة حول كيفية التعامل مع تدفّق اللاجئين من أوكرانيا المتضررة من الصراع، إذ فرّ عشرات الآلاف عبر الحدود إلى بولندا والمجر ورومانيا ودول مجاورة أخرى.
وتشير التقديرات الأخيرة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الأحد، إلى أنّ أكثر من 368 ألف لاجئ فرّوا من أوكرانيا في اتّجاه الدول المجاورة، منذ بدء الغزو الروسي يوم الخميس في 24 فبراير/ شباط الجاري، وهو عدد "مستمر في الارتفاع".
BREAKING: #Ukraine refugee numbers have just been refreshed - these are based on data made available by national authorities. The current total is now 368,000 and continues to rise.
— UNHCR News (@RefugeesMedia) February 27, 2022
وأوضحت المفوضية في تغريدة على موقع "تويتر" أنّ هذا الرقم "يستند إلى البيانات التي قدّمتها السلطات الوطنية". وكانت المفوضية قد أشارت في وقت سابق إلى أنّ خمسة ملايين قد يفرّون من أوكرانيا إذا توسّع نطاق القتال.
وخلال اجتماعهم في بروكسل، نظر وزراء الداخلية الأوروبيون في سبل إيواء اللاجئين وكيفية إدارة التحديات الأمنية التي يفرضها الصراع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، فضلاً عن نوع الدعم الإنساني الذي يمكن تقديمه لأوكرانيا.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لدى وصوله الى الاجتماع "علينا أن ندرس أيّ وضع يمكننا منحه لهؤلاء الأشخاص الذين يفرّون من الأراضي الأوكرانية في ظروف صعبة جداً". أضاف أنّه لا بدّ "أوّلاً" من استقبالهم "بأفضل الشروط الممكنة في بولندا والبلدان المجاورة (الأخرى) وأن نرى كيف يمكننا مساعدتهم بطريقة إنسانية (...) وبعد ذلك نرى كيف يمكننا في أوروبا أن نقدم لهم الحماية" المنصوص عليها في آلية الحماية المؤقتة في عام 2001.
من جهته، شدّد وزير الدولة البلجيكي للجوء والهجرة سامي مهدي على "وجوب أن نضمن حماية على المستوى الأوروبي"، قائلاً: "نحن في لحظة تاريخية للاتحاد الأوروبي، لحظة يتعيّن علينا فيها اتخاذ قرارات شجاعة (...) وأقترح تفعيل هذه الآلية اليوم في أقرب وقت ممكن".
بالنسبة إلى وزير الهجرة والاندماج السويدي أندرس يغمان، فإنّ تلك الآلية قد تكون "خياراً وأنا لستُ معارضاً لها"، مؤكداً على وجوب أن يتحمّل الأوروبيون "مسؤولياتهم معاً". من جهتها، ذكرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر أنّ "الأمر الأساسي هو إيجاد حلول بعيدة عن البيروقراطية لنتمكّن من استقبال هؤلاء اللاجئين بسرعة".
تجدر الإشارة إلى أنّ الأوكرانيين الواصلين إلى حدود الدول المجاورة هم بمعظمهم من النساء والأطفال وكبار السنّ، لا سيّما أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حظر مغادرة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، حتى يتمكنوا من حمل السلاح ضدّ القوات الروسية.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)