حذرت عائلة الأسير الفلسطيني الشيخ خضر عدنان، المضرب عن الطعام منذ 22 يوما، من تبعات قرار محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية، الأحد، تثبيت قرار اعتقاله الإداري، ومدته شهر واحد، محذرة من إمكانية تجديده فور انتهائه، ومن تدهور وضعه الصحي خلال الفترة الباقية من الحكم في ظل التنكيل به، والاعتداء عليه أثناء نقله إلى المحكمة.
وقالت زوجة الأسير عدنان، رندة موسى، لـ"العربي الجديد"، إن محاميته أحلام حداد، أخبرتها أن قرار المحكمة صدر بتثبيت الحكم الصادر بحقه، رغم أن القاضي أكد أن النيابة العسكرية الإسرائيلية لم ترد على الأسئلة التي طرحها في الجلسة السابقة، حين أرجأت المحكمة جلستها، وطلبت من النيابة أن توضح موقفها إزاء مجموعة من الإجراءات التي كان من المفترض أن تسبق إصدار أمر الاعتقال الإداري.
ونقلت موسى عن محامية عدنان، أنه قرر مواصلة الإضراب عن الطعام حتى الإفراج عنه، وأكدت أن زوجها أضرب منذ اللحظة الأولى لاعتقاله بلا تهمة وفق ملف سري، محذرة من إمكانية تجديد أمر الاعتقال الإداري فور انتهائه، إذ لم يشمل قرار المحكمة الاكتفاء بمدة شهر، متخوفة على وضعه الصحي خلال المدة المتبقية نظرا إلى طريقة التعامل معه.
وأكدت أن محامية زوجها نقلت عنه تعرضه للتنكيل أثناء نقله إلى المحكمة، إذ طلب نقله بكرسي متحرك لعدم مقدرته على السير، فرفض جنود الاحتلال ذلك، وقاموا بجره، مما أدى إلى إصابات في رجليه رأتها المحامية، كما استغربت من نقل زوجها إلى المحكمة، في حين أن الجلسات تجرى عبر تقنية "الفيديوكونفرانس" للأسرى منذ تفشي جائحة كورونا، مرجحة أن ذلك جرى لمحاولة استنفاد قوته وهو مضرب عن الطعام، خصوصا أن المحامي جواد بولص، استفسر عن السبب، وأجابه الاحتلال بأنه أحضر إلى المحكمة عن طريق الخطأ.
وتوقعت موسى أن يُنقل زوجها إلى مكان آخر غير مكان اعتقاله الحالي، وهو مركز تحقيق الجلمة، وقالت إن "الاحتلال يستخدم هذه التنقلات للتنكيل بالمضربين، كما روى لي زوجي عن إضرابات سابقة. الاحتلال يستهدف الشيخ خضر عدنان، وحتى إصدار أمر باعتقاله لشهر واحد هدف إلى أن ينتظر الناس والمتضامنون معه هذا الشهر للتأثير على التفاعل معه".
وكانت عائلة عدنان قد نظمت اعتصاما قرب معتقل عوفر، صباح الأحد، بالتزامن مع جلسة المحاكمة، معلنة القلق الشديد على صحته في ظل ظروف اعتقال تتسم بالتشديد، وإبقائه في مركز تحقيق الجلمة كل هذه الفترة، وإلغاء زيارة المحامي له اليوم ويوم الخميس الماضي.
وتعرض الشيخ خضر عدنان للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه نحو ثماني سنوات في سجون الاحتلال، معظمها رهن الاعتقال الإداريّ، وخلال هذه السنوات، خاض عدة إضرابات، منهما ثلاثة إضرابات رفضًا لاعتقاله الإداري، وتمكّن من خلال هذه المواجهة المتكررة من نيل حريته، ومواجهة اعتقاله التعسفي المتكرر.