يواصل الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس (49 سنة) إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ86 على التوالي، ورفض الاحتلال الإسرائيلي أمس الإثنين، طلب محاميته نقله إلى أحد المستشفيات الفلسطينية، رغم ما تدعيه المحكمة العليا للاحتلال من تجميد لاعتقاله الإداري في محاولة للالتفاف على إضرابه.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، في بيان، إن "رفض سلطات الاحتلال ليس مفاجئاً، فالاحتلال يمارس طوال الوقت ساديته تجاهنا، وقد تجلت في قضايا الأسرى، ومنها قضية الأسير ماهر الأخرس الذي يواجه اليوم دولة سادية وعنصرية تتلذذ بعذابه وعذاب أسرته".
وأكد نادي الأسير أن الأسير الأخرس المحتجز في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، يواجه ظروفاً صحية غاية في الخطورة تتفاقم بمرور الوقت، وهناك تخوف من تعرضه للموت المفاجئ، وإلى جانب استمراره في الإضراب عن الطعان فإنه يرفض إجراء الفحوص الطبية.
وحذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدري أبو بكر، في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، من خطورة الوضع الصحي للأسير الأخرس، والذي يعاني من ضعف شديد في حاستي السمع والبصر، وحالة من الإعياء الشديد، وعدم القدرة على الحركة، مشيرا إلى أن "مخابرات وإدارات سجون الاحتلال تحاول إنهاء إضراب الأسير بأي طريقة عبر ممارسة الضغوط عليه، إلا أن معنوياته مرتفعة، ويتمسك بحقوقه حتى تحقيق مطلبه بالإفراج الفوري عنه".
وأكد أبو بكر مواصلة الجهود والاتصالات من قبل الرئاسة ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية الفلسطينية مع مختلف المؤسسات الحقوقية والدولية، لممارسة الضغوط على دولة الاحتلال للإفراج عن الأسير الأخرس، لافتاً إلى أنه تم توجيه رسالة من منظمات أممية للاحتلال تتعلق بمعاملة الأسرى حسب اتفاقات جنيف والقوانين الدولية.
وقال الطبيب الفلسطيني، باسم بواطنة، إن "الأسير ماهر الأخرس دخل فيزيولوجياً مرحلة الخطر الشديد"، محذّراً من مخاوف تعرضه للفشل الكلوي الحاد، أو إصابته بنوبة قلبية نتيجة الجفاف الحاد الذي يقلل من عملية تدفق الدم إلى القلب، كما أن وظائف الجسم لدى الأسير لن تعود كما كانت في السابق، وخاصة الكلى، مما قد يضطره إلى البدء بغسيل كلى، ومن المرجح أن يعاني من ضمور في عضلات القلب مدى الحياة.
ووجه الأسير ماهر الأخرس عدة رسائل شدد فيها على مطلبه الوحيد المتمثل في حريته الفورية، وقال: "أنا ثابت على قراري، ولن أتناول أي طعام إلا في بيتي. لا أتناول في مستشفى كابلان الإسرائيلي سوى الماء، وسأظل على هذا حتى أرجع إلى بيتي. سلامي للأهل، وسلامي إلى أمي الغالية، وسلامي إلى أطفالي. أحبكم كثيراً، ورسالتي للعالم الحر أن أرى أمي وأطفالي".
واعتقل الأسير ماهر الأخرس في 27 يوليو/تموز الماضي، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور، وشرع منذ اعتقاله بإضراب مفتوح عن الطعام، وخلال فترة إضرابه نقلته إدارة سجون الاحتلال إلى عدة سجون كان أولها مركز توقيف "حوارة" المقام على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس، ثم جرى نقله إلى زنازين سجن "عوفر"، ثم إلى سجن "عيادة الرملة" إثر تدهور وضعه الصحي، وأخيراً إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي حيث يُحتجز منذ بداية شهر سبتمبر الماضي.
في سياق منفصل، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان، الثلاثاء، إن "39 أسيرا يقبعون في مركز توقيف (عصيون) المقام على أراضي محافظتي الخليل وبيت لحم، يمرون بظروف اعتقال مزرية، في ظل انعدام أية مقومات معيشية وإنسانية داخل مركز التوقيف".
وأوضحت محامية الهيئة، جاكلين فرارجة، أن معظم الأسرى مضى على وجودهم أكثر من 14 يوما، ولا يتم نقلهم بسبب عدم وجود مكان في سجن عوفر كما تدعي إدارة السجن، والوجود الكثيف للأسرى أثر عليهم من عدة نواحي، ومنها الفورة، إذ يتم إخراجهم على شكل دفعات، ولا يتعدى وقت كل دفعة أكثر من عشر دقائق، والرعاية الطبية أصبحت معدومة في السجن، إضافة إلى سوء الطعام، وقلة كميته.
ولفتت فرارجة إلى أن الأسرى خاضوا الأسبوع الماضي، إضرابا عن الطعام بسبب تعمد الإدارة تقديم طعام منتهي الصلاحية لهم، وأن ثلاث زنازين في المعتقل حدث بها خلل في مواسير المياه الخاصة بالحمامات، فغرقت بالمياه وأصبحت رائحتها كريهة.
وقالت الهيئة إن "معتقل عصيون يعتبر محطة مؤقتة لتوقيف الأسرى لحين نقلهم إلى السجون، وجيش الاحتلال هو المسؤول عن إدارته بشكل مباشر، ويتعرض فيه الأسرى للمعاملة القاسية، ويمارس بحقهم العديد من صنوف التعذيب والممارسات المهينة".