سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، جثامين قرابة 50 شهيدًا فلسطينيًا من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة، بعدما سرقتها من مختلف المقابر خلال الحرب المتواصلة للشهر السادس على التوالي.
وجرت عملية التسليم عبر المعبر، ونقلت الجثامين في أكياس لتوارى الثرى في مقبرة رفح بعد إجراء الكشف الطبي عليها في مستشفى أبو يوسف النجار بالمدينة الجنوبية من قبل الطب الشرعي لهذه الدفعة التي سلمها الاحتلال.
وسبق أن سلّم الاحتلال، خلال الأشهر الستة الماضية، دفعات من جثامين الشهداء بعدما كانت قواته قد سرقتها من المستشفيات أو من المقابر في القطاع لإجراء الفحص عليها بحثاً عن جنوده الأسرى الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية في غزة.
وفي 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، سلّم الاحتلال الإسرائيلي جثامين 100 فلسطيني كان بعضها متحللا لشهداء مجهولي الهوية، سرقها جنود الاحتلال من المستشفيات والمقابر خلال اقتحامه مناطق مختلفة من قطاع غزة.
ووفقاً لمصادر طبية متطابقة تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن المعاينة التي جرت للجثامين، التي كان العشرات منها متحللاً في هذه المرة والمرات السابقة، أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي سرق أعضاء منها، عدا عن عدم معرفة هويات غالبيتهم.
في السياق، يقول المسؤول في وزارة الأوقاف والمكلف بإدارة مقبرة رفح العربية، إحسان الناطور، إنّ عملية دفن جثامين الشهداء البالغ عددهم قرابة 50 شهيدًا جرت بعدما تم تسليمهم من قبل وزارة الصحة الفلسطينية بعد تسلمها عبر معبر كرم أبو سالم.
ويضيف الناطور لـ"العربي الجديد"، أنّ جميع الجثامين التي تم استلامها ودفنها كانت متحللة وغير معروفة الهوية نظرًا لقيام الاحتلال بسرقتها من مختلف المقابر خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكتوبر الماضي.
ويشير المسؤول في وزارة الأوقاف والمكلف بإدارة مقبرة رفح العربية إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتسلم فيها الأوقاف جثامين شهداء متحللة منذ بداية الحرب، حيث سبق أن تسلمت دفعات في الأشهر الماضية وجرى دفنها وفقاً للإجراءات المتبعة بعد إجراء الفحص الطبي لها من قبل الطواقم الصحية.
ويؤكد أن "حالة الجثث كانت صعبة للغاية، ولا توجد عليها أي علامات أو إشارات تدل على أصحابها، ما يتسبب في دفنها بشكلٍ جماعي في المقابر التابعة لوزارة الأوقاف في رفح في ظل عدم وجود إمكانية لمعرفة الهويات".
وخلال الأشهر الماضية، جرفت وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من المقابر التاريخية والجديدة في القطاع بحثاً عن الجثث الخاصة بالجنود أو الأسرى الإسرائيليين في غزة، عدا عن عمليات المداهمة التي كانت تتم للمستشفيات في غزة لثلاجات الموتى.