صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافاتها طلبة جامعة بيرزيت الفلسطينية، شمال رام الله، وسط الضفة الغربية، التي كان آخرها تنفيذ اعتقالات وتهديد واقتحام الحرم الجامعي فجر اليوم الثلاثاء، وذلك تزامناً مع إحياء ذكرى انطلاقتي "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وحركة "حماس".
واقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، الحرم الجامعي لجامعة بيرزيت، وفتّشت عددا من مباني كلياتها، واستولت على جزء من مقتنيات الحركة الطلابية، واعتدت على حرس الجامعة بالضرب بعد احتجازهم.
الاعتداء عليهم بالضرب، ثم داهمت أربعة مقار في الجامعة وأجرت عمليات تفتيش، لكننا لم نحصر حتى الآن إن كانت هناك مصادرات أم لا، ثم انسحبت بعد نحو ساعتين من الاقتحام".
وقال نائب رئيس جامعة بيرزيت للتنمية والاتصال غسان الخطيب، لـ"العربي الجديد": "إنّ دوريات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت الحرم الجامعي فجر اليوم، وتم احتجاز ثلاثة من حرس الجامعة وإدارة الجامعة سوف تستأنف العملية التدريسية، لكن ستكون هنالك وقفة أمام الجامعة احتجاجاً على ما جرى
وأشار الخطيب، في وقت سابق، إلى أن "إدارة الجامعة سوف تستأنف العملية التدريسية، لكن ستكون هنالك وقفة أمام الجامعة احتجاجاً على ما جرى، وسيتم رفع العلم الفلسطيني الذي أنزلته قوات الاحتلال خلال اقتحام الجامعة".
وتابع: "خلال انسحاب تلك القوات، اندلعت مواجهات على مدخل الحرم الجامعي بينها وبين الطلبة، وأطلقت قنابل الغاز والصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاه الشبان".
رفع علم فلسطين أمام كلية العلوم
وأعاد رئيس جامعة بيرزيت، شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، قبيل ظهر اليوم الثلاثاء، رفع العلم الفلسطيني أمام كلية العلوم، خلال وقفة نظمتها إدارة الجامعة رداً على إنزال جنود الاحتلال الإسرائيلي العلم، واقتحام حرم الجامعة وعدد من مبانيها، والاعتداء على حرسها الجامعي وتكسير بعض محتوياتها.
وقال رئيس جامعة بيرزيت بشارة دوماني، في كلمة له قبيل إعادة رفع العلم، إن "الجامعة تدين اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي حرمها الجامعي، وتستنكر الاعتداء على الحرس الجامعي"، مطالباً المؤسسات الدولية والحقوقية بحماية المؤسسات الأكاديمية والمسيرة التعليمية بكل فلسطين، وإطلاق سراح الطلبة المعتقلين، ومساءلة ومعاقبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، مستدركا: "نعلم أن هذه المناشدات تطلق دائماً، ولكن من يستطيع تغيير الواقع هم الناس في البلد، نحن نطالب هذه المؤسسات أدبياً، لكن عملياً يجب أن نعمل معاً".
واعتبر دوماني الاقتحام "مخالفة صارخة لكل المواثيق التي تحرم الاعتداء على المرافق الأكاديمية"، مؤكداً أن "جنود الاحتلال اقتحموا الجامعة بشكل عنيف جداً من البوابة الشرقية، واعتدوا على الحراس، وكسروا البوابة، واقتحموا أربعة مبانٍ من مباني الجامعة، وفتشوا الغرف"، مؤكداً أن "ذلك انتهاك لحرمة الجامعة، ولا يمكن القبول به".
وحول نزع العلم الفلسطيني من ساحة الجامعة، قال دوماني: "نزع علم فلسطين يمثل همجية الاحتلال، حيث يشكل العلم الفلسطيني رمزاً للنضال الوطني، وعلماً للدولة وحريتها واستقلالها، ويمثل رمزاً سياسياً وواحداً من أقوى أدوات مقاومة الاحتلال وإزعاجه".
وتابع دوماني "تؤكد إدارة الجامعة استمرارية المسيرة التعليمية لإيمانها الراسخ بأهمية التعليم في بلورة الحس الوطني لدى الطلبة، وترسيخ مبادئ الحق في التحرر من الاحتلال، كون ذلك أهم سبل مقاومة الاحتلال".
بدوره، قال نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال غسان الخطيب لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة: "إن الاحتلال يحاول إعاقة العملية التدريسية والتطور والتميز للجامعات الفلسطينية، بما فيها بيرزيت؛ بأساليب مختلفة من إعاقة وصول الأساتذة والمعدات، والحواجز والاعتقالات المستمرة، والاقتحامات".
وأكد الخطيب أن الإجراءات الإسرائيلية هي رسائل ضد المسيرة التعليمية الفلسطينية، وضد الدور الوطني الريادي للجامعات الفلسطينية، وجامعة بيرزيت بشكل خاص، في السياق الكفاحي النضالي الوطني الفلسطيني العام.
وقال الخطيب: "إن جامعة بيرزيت معتادة على كل أشكال القمع الإسرائيلي والإغلاقات والاعتقالات والاعتداءات بشكل دائم، وإن الاقتحام اليوم هو عدوان إسرائيلي جديد، وتأكيد على رغبة الاحتلال في تعطيل العمل الأكاديمي والحرية الأكاديمية".
وشدد الخطيب على أن إعادة رفع العلم "خطوة رمزية تؤكد إصرار الجامعة على التزامها بالوطنية والوحدة الفلسطينية التي يمثلها العلم، وتأكيد على إصرار الجامعة على الاستمرار في أداء دورها ورسائلها، سواء بالتميز الأكاديمي أو خدمة القضية الفلسطينية والمجتمع".
عبث وتخريب
من جانبه، قال ممثل كتلة القطب، الذراع الطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد الخطيب، لـ"العربي الجديد": "لقد وصلت بالفعل، خلال الفترة الأخيرة، رسائل للطلبة تحذرهم من المشاركة بانطلاقة حركة حماس باعتبارها منظمة إرهابية".
وشدد الخطيب على أن ما جرى من استهداف طلبة بيرزيت واقتحام حرمها يأتي في سياق استهداف الحركة الطلابية، التي تكثفت منذ ثلاث سنوات ووصلت إلى ذروتها باعتقال نحو 60 طالبا وطالبة خلال السنتين الماضيتين. وأكد أن ما يجري هو انتهاك للقوانين الدولية، ومحاولات لكسر الحركة الطلابية التي هي جزء من الفصائل الوطنية، "لكن الاحتلال لن يستطيع ذلك، والحركة الطلابية قوية".