استمع إلى الملخص
- أشار البابا إلى الوضع الإنساني الخطير في السودان، حيث تتفشى المجاعة بسبب الحرب المستمرة، ودعا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، كما تحدث عن الأزمات في بورما وهايتي ومالي وفنزويلا وقبرص.
- دعا البابا إلى "هدم الجدران الفاصلة" وتعزيز كرامة الإنسان، مشيرًا إلى أهمية إلغاء ديون الدول الفقيرة بمناسبة سنة 2025 اليوبيلية.
دعا البابا فرنسيس في رسالة عيد الميلاد، اليوم الأربعاء، إلى "التغلب على الانقسامات" و"إسكات الأسلحة" في العالم، حيث تدور نزاعات وتبرز أزمات إنسانية. وعلى غرار كل عام، قدّم الحبر الأعظم في رسالته التقليدية بمناسبة الميلاد لمحةً عامّةً عن أبرز النزاعات والتوترات في العالم. وأضاف: "لتصمت الأسلحة في أوكرانيا المعذبة! وليكن لنا الجرأة لنفتح الباب أمام التفاوض وأعمال الحوار واللقاء للوصول إلى سلام عادل ودائم"، وذلك بعد ساعات من هجوم صاروخي واسع النطاق شنّته روسيا، قال مسؤولون في كييف إنه استهدف على وجه الخصوص منشآت الطاقة.
وأمام الآلاف من المؤمنين الذين تجمّعوا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، ندّد البابا بـ"الوضع الإنساني الخطير جداً" في قطاع غزة، مجددا الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وقال في العظة التي ألقاها في قداس عيد الميلاد مساء الثلاثاء: "دعونا نفكر في الحروب، والأطفال الذين يطلق عليهم الرصاص، والقنابل على المدارس والمستشفيات"، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية على غزة التي دان "وحشيتها" هذا الأسبوع، ما أثار احتجاجات من وزارة الخارجية الإسرائيلية. كذلك دعا البابا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في السودان، إذ أكد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن المجاعة تتفشى في ظل الحرب الضارية المتواصلة منذ 20 شهرا. ومنذ إبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان حرباً خلّفت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقاً للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
"هدم كل الجدران"
ومن بورما إلى هايتي مروراً بمالي وفنزويلا وقبرص، تحدّث البابا فرنسيس عن 18 دولة على الأقل، مشيراً بشكل خاص إلى الشرق الأوسط "الذي يمزّقه الصراع". وقال إنه "قريب من الجماعة المسيحية في لبنان" و"من الجماعة المسيحية في سورية في هذه اللحظة الحساسة كثيراً".
دعوات البابا فرنسيس
وفي أفريقيا، دعا لأجل "عائلات آلاف الأطفال الذين يموتون بسبب وباء الحصبة في جمهوريّة الكونغو الديموقراطيّة" وشعوب "بوركينا فاسو ومالي والنيجر وموزامبيق". وأضاف أن "الأزمة الإنسانية التي تؤثر عليهم ناجمة أساساً عن النزاعات المسلحة وآفة الإرهاب، وتفاقمت بسبب الآثار المدمرة لتغير المناخ التي تتسبب في فقدان الأرواح البشرية ونزوح الملايين".
وفي معرض حديثه عن القارة الأميركية التي يتحدر منها، دعا فرنسيس السلطات إلى "بناء الخير العام ورؤية وتأييد كرامة كل إنسان متجاوزين الانقسامات السياسية". وبدون أن يذكر صراحة الولايات المتحدة، حيث يهدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإعادة ملايين المهاجرين، دعا فرنسيس إلى "هدم كل الجدران الفاصلة، سواء كانت إيديولوجية وهي التي تسم مرارا الحياة السياسية، أو جسدية". كما جدد البابا دعوته إلى إلغاء ديون الدول الأكثر فقرا بمناسبة سنة 2025 اليوبيلية التي أطلقها مساء الثلاثاء. وتحل سنة اليوبيل في الكنيسة الكاثوليكية كل 25 عاما، وتخصص للتوبة، وتقام خلالها فاعليات ثقافية ودينية كثيرة، يتوقع أن يحضرها أكثر من 30 مليون حاج في روما.
(فرانس برس)