بدأ العام الدراسي الجامعي في الجزائر، اليوم السبت، وفتحت الجامعات أبوابها لاستقبال 1.7 مليون طالب جامعي، في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والإنسانية، بينهم 310 آلاف طالب جديد يلتحقون بالجامعة للمرة الأولى.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري في افتتاح الموسم الجامعي من ولاية قالمة شرقي الجزائر، إن السنة الجامعية الجديدة، تتميز باستحداث تخصصات جديدة تتماشى مع متطلبات العصر وسوق العمل والاحتياجات الأساسية للاقتصاد الوطني، على غرار تحلية مياه البحر والذكاء الاصطناعي وعلم النانو، مضيفاً أن الحكومة تطمح لبناء نموذج جديد للجامعة الجزائرية، وتشجيع مساهمة الجامعات في الاقتصاد الوطني، وفقاً للسياسات الجديدة، حيث سيتم إنجاز مشروع قطب تكنولوجي، يتكون من خمس جامعات، بالشراكة بين وزارة التعليم العالي ووزارة المؤسسات الناشئة.
وكشف بداري عن أن الحكومة ستوفر خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل 1409 وظائف، برتبة أستاذ مساعد في قسم العلوم الطبية، كما سيجري توظيف 693 أستاذ بحث في مختلف مراكز البحث، وستجري الحكومة الجزائرية مراجعة جدية لنظام الدراسة الجامعية "ليسانس، ماجستير، دكتوراه"، والذي توجه إليه انتقادات حادة، بسبب نتائجه الوخيمة على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وإعداد دراسة للنظر في إمكانية إدخال التحسينات اللازمة، أو العودة المرنة لنظام ليسانس كلاسيكي.
ويشرف على تأطير الطلبة في الجامعات 73 ألف أستاذ جامعي، كانوا قد التحقوا بمناصبهم في الثاني من الشهر الجاري، بينهم 8 آلاف أستاذ جديد جرى توظيفهم من بين حاملي شهادتي الماجستير والدكتوراه، فيما لا يزال عدد آخر من حاملي الشهادات العليا الأُجراء في قطاعات أخرى، مؤقتاً، يطالبون الحكومة بسرعة توظيفهم، بعد إقصائهم من المشاركة في مسابقة التوظيف الأخيرة المخصصة للمعطلين عن العمل.
وقالت أسماء الشيكر التي تلتحق للمرة الأولى بالجامعة في تخصص الصيدلة في الجزائر، لـ"العربي الجديد" إن "الدخول الجامعي جرى بيسر كبير، نتيجة استخدام الرقمنة والاستعانة بالمنصات الإلكترونية المتعددة التي وفرتها وزارة التعليم العالي، والتي سهلت لنا كل الخدمات، بما فيها الحصول على غرفة في الحي الجامعي"، مشيرة إلى أن "الظروف الجيدة للدخول الجامعي تشجع على التطلع لموسم دراسي جيد".
ويشهد العام الدراسي الجامعي الجديد، لأول مرة، رقمنة التسجيلات الجامعية وجميع المعاملات والأنشطة الإدارية بالجامعة الجزائرية، تجسيداً لسياسة "صفر ورق"، كما سيبدأ للمرة الأولى في الجزائر، العمل بنظام الدراسة ليلاً، وإبقاء بعض المرافق الجامعية مفتوحة حتى الساعة العاشرة ليلاً، مع ضمان باقي الخدمات المرتبطة بشبكات النقل الجامعي. والتدريس التدريجي لبعض التخصصات باللغة الإنجليزية.
ووفرت الحكومة الجزائرية 466 مكان إقامة جامعية، يستفيد منها 649 ألف طالب، بشكل مجاني بما فيها الإطعام، وتقررت للمرة الأولى استفادة الطلبة في العاصمة الجزائرية وفي سبع ولايات أخرى، من بطاقات ركوب مجاني في قطارات الترامواي والميترو، بعد التوقيع على اتفاقية خدمة بين ديوان الخدمات الجامعية، وبين شركة سيترام التي تدير الميترو والترامواي في العاصمة الجزائرية وولايات أخرى كوهران وقسنطينة وورقلة وباتنة وسيدي بلعباس.