- القضية تفجرت بعد منشور على "فيسبوك" كشف عن مكان الشاب المختفي، مما دفع السلطات للتحرك والعثور عليه في إسطبل بمنزل جاره، حيث كان يعيش في عزلة تامة.
- الشكوك تحوم حول دوافع الجريمة المرتبطة بالسحر والشعوذة، بينما يتلقى الضحية الآن الرعاية النفسية بعد عودته لعائلته.
أصدرت محكمة الجلفة وسط الجزائر، اليوم الأربعاء، حكماً بالسجن المؤبد على المتهم الرئيسي في جريمة خطف وإخفاء شخص مدة 28 عاماً، في قصة غريبة كُشف النقاب عنها في شهر مايو/أيار الماضي، بعد العثور على الشاب المختفي منذ عام 1996، في حفرة داخل إسطبل بين أكوام من التبن، بمنزل جاره.
وفي التفاصيل، كانت بلدة القديد بولاية الجلفة التي تقع على بعد 260 كيلومترا جنوبي العاصمة الجزائرية، مسرحاً لهذه الجريمة التي صدر الحكم فيها اليوم على المتهم الرئيسي البالغ من العمر 61 سنة، ويعمل حارسا في منشأة عمومية، حيث قام باختطاف شخص واحتجازه في ظروف مزرية، كما دينت شقيقته بِالسجن ستة أشهر، وحكم على 4 متهمين آخرين بالسجن لمدة سنة، بينها ستة أشهر نافذة، فيما برأت المحكمة اثنين من تهم الاشتراك في الاختطاف.
جريمة غريبة في الجزائر
وتفجّرت هذه القضية في شهر مايو/أيار الماضي، بفعل منشور على "فيسبوك" نشره أحد الأشخاص، يخبر بوجود الشاب المختفي بن عمر عميرة في بيت جاره، ما دفع مصالح الدرك إلى التحرك بناء على شكوى من عائلته للتثبت من الأمر، حيث عثرت على الشخص المفقود الذي كان يعيش في عزلة قسرية تامة عن العالم الخارجي منذ 28 عاما.
وعلى إثر ذلك، تم توقيف صاحب المنزل والمتهم الرئيسي في القضية، وستة أشخاص، بينهم شقيقته، بتهمة عدم التبليغ عن الجريمة، رغم علمهم بالاحتجاز، ومنذ تلك الفترة يتلقى الضحية الذي يبلغ الآن من العمر 45 عاما (كان في 16 من عمره عند اختفائه) الرعاية والتأهيل النفسي والمعنوي، بعدما عاد مجددا إلى كنف عائلته التي قضت كل تلك السنوات في البحث عنه، معتقدة أنه توفي أو تعرّض للقتل من قبل الجماعات الإرهابية في التسعينيات.
وتحوم شكوك حول ارتباط دوافع قيام الجار بإخفاء ابن الجيران، بالسحر والشعوذة، وسيطرته عليه بتلك الطرق، فيما لم يتم إلى الآن توضيح ملابسات ودوافع الجريمة، بينما أكد الضحية بعد تحريره أنه كان يشعر بأنه مقيد كلما حاول التوجه نحو الباب، وبعدم القدرة على الصراخ لطلب النجدة كلما حاول فعل ذلك.